الخطوط السعودية: أخذ بلا عطاء

في ظني أن الفرص التي توفرت للخطوط السعودية لم تتوفر لأي خطوط في العالم، فهي لسنوات طويلة جدا لم يكن لها منافس في الداخل، وعندما جاء هذا المنافس كان ضعيفا فلم يحصل منها لا على ناقة ولا جمل، والواضح أن استمراره مشكوك فيه إلا أن يشاء الله.
الأسعار التي تفرضها «الخطوط السعودية» ليست محل نقاش، وهي تتزايد مرة تلو أخرى وما على المواطن إلا أن يرضخ فالبدائل أمامه شبه معدومة.
المنافسون في الخارج أيضا ليسوا كثرة، ومعظم الركاب قد لا يجد أمامه سوى «الخطوط السعودية» فيضطر لاستخدامها حتى ولو كان كارها.
وفرص العمل للسعودية أكثر من ممتاز؟ فالرحلات الداخلية إلى جدة لا تكاد تتوقف، وفي أحيان كثيرة لا يجد الراكب مكانا له عليها إلا بعد مدة طويلة، ومثلها الخارجية المتجهة إلى جدة أو المدينة، فالعمرة أصبحت لا تكاد تتوقف، والمعتمرون عشرات الآلاف، وكذلك في موسم الحج.
أسطول الخطوط السعودية لا يكاد يتوقف طوال العام، وهذا كما قلت لا يكاد يتوفر لأي ناقل آخر، وهذا يجعل دخل الخطوط السعودية مرتفعا إلى حد كبير. ويجعل من السهولة عليها أن تكون أفضل خطوط أو من أفضلها على مستوى العالم.
لكن الواقع المؤلم يحكي شيئا آخر لا يكاد يصدق .. بل على الأقل لا يتفق مع الإمكانات الكبيرة التي تحظى بها الخطوط السعودية.
مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم يقول في تصريح للمدينة 19 محرم 1431ه إن لدى الخطوط برنامجا ممتازا وواعدا لإعادة تأهيل شاملة في مختلف المجالات، في الأسطول، وطريقة الأداء في العمل، والتسويق، والمنافسة الداخلية والخارجية.. إلخ.
ولأن شيئا لم يتحقق من ذلك إلا أنني لا أستطيع أن ألومه لأنه لم يحدد تاريخا لتنفيذ كل ما ذكر، فلعل ذلك يقع في هذا القرن أو القرون المقبلة .. كل ذلك بحسب الظروف.
لكن دعوني أتحدث عن مسائل يصعب فهمها أو تصديقها.. ولولا أن بعضها عايشته، وبعضها تحدث عنه زملاء يستحيل تكذيبهم لقلت إن كل ذلك من نسج الخيال.
تخيل راكبا يحجز ويؤكد ويحضر قبل الإقلاع بوقت كاف حسب شروط الخطوط، ثم يقال له، لا مكان لك هنا رغم كل ما فعلته!! والتعليل أن الخطوط تعطي حجوزات على الطائرة أكثر من عدد مقاعدها!! لكن لماذا؟ لأن بعض الركاب قد يتأخر فلا تخسر الخطوط بعض المقاعد!! طيب.. هب أن الكل جاء فما العمل؟! في هذه الحالة تطبق الخطوط قول: مني لمن سبق.. أو المثل العامي: من سبق لبق!! أما الركاب الذين جاءوا حسب الأصول لكن غيرهم سبقهم لأنهم يجهلون القواعد الذهبية للخطوط السعودية فعليهم العودة من حيث جاءوا غير مأسوف عليهم!!
الأستاذ محمد الحساني كتب في «عكاظ» 19 صفر 1431ه عن رجل كان على مقعده في الطائرة ومعه عدد من أسرته، طلب منه المضيف «بقسوة» أن يضع أحد أبنائه في حضنه لأن راكبا آخر يريد المقعد!! قال له: إن هذا الابن له تذكرة أسوة بالباقين لكن كلامه لم يجد نفعا مما أضطره أن يفعل ما طلب منه رغم أنفه!! لكن الزميل الحساني لم يقل هل أعادوا له قيمة التذكرة أم لا!.
راكب آخر أخذ مقعده على الطائرة لكنه أنزل لأن راكبا آخر كان أحق منه بهذا المقعد بحسب رؤية الخطوط السعودية!! لكن لماذا.. ماذا سيفعل الراكب الآخر الذي كان حاجزا حسب الأصول ثم حضر في الوقت المناسب، وأخذ بطاقة دخول الطائرة وجلس في مقعده، لكنه مع هذا كله كان نصيبه الإبعاد.. للأسف الخطوط لا تقل شيئا ولا تفعل شيئا!
مرة أخرى.. بحسب معلوماتي ليس هناك خطوط في الدنيا تفعل ما تفعله خطوطنا السعودية!
صحيفة «عكاظ» ذكرت في عددها 2 صفر 1431ه أن أحد الركاب تأخرت رحلته ساعتين فتكرمت عليه الخطوط بعلبة عصير تعويضا له عن هذا التأخير!! وذكرت في الخبر نفسه أن الخطوط الأمريكية تدفع لكل راكب تتأخر رحلته أكثر من ثلاث ساعات 27500 دولار!! انظر الفرق!!
أقول: لو أن الخطوط السعودية قلدت الخطوط الأمريكية لأفلست سريعا والحمد لله أنها لن تفعل ذلك حتى لا يتضرر المواطن الذي لا يجد بديلا عنها.
الخطوط السعودية رفعت أسعار التذاكر الداخلية كثيرا، ثم بدأت تأخذ غرامات على من يعيد التذكرة أو غير مسارها إلى آخر سلسلة الغرامات لكنها لا تلتزم بشيء لركابها الذين لا تلتزم لهم بكثير من الأمور!! أقول: هي خطوط تأخذ ولا تعطي!
من مصلحة الخطوط أن تحسن أوضاعها، فكثير من عملائها لم يعد يستخدمون طائراتها في رحلاتهم الخارجية إذا أتيح لهم البديل، ولو كان هناك بديل جيد للرحلات الداخلية لفعل الركاب الشيء نفسه!
الخطوط لديها كل الإمكانات لتصبح واحدة من أفضل الخطوط في العالم لو أنها أحسنت استخدام مواردها والفرص المتاحة لها.
الذي يهم الراكب أن يجد مقعدا بسهولة، وأن يعامل باحترام، وأن تحفظ له حقوقه كاملة، وأن يعوض عن أية إساءة تحصل عليه.
القاعدة العامة إذا كان هناك واجبات فإن هناك حقوق مقابلها، أي: أخذ وعطاء وليس أخذ بدون عطاء!!
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة