مضى على تخرجنا عشرة أعوام لم نجد بارقة أمل أنا وغيري كثير ممن تخرجوا من كلية الشريعة وأصول الدين بمختلف تخصصاتها (سنة، شريعة، دراسات قرآنية، عقيدة ومذاهب معاصرة) إضافة لخريجي الاجتماعيات من التاريخ والجغرافيا وخلافها من التخصصات، لم نجد عملا يتوافق وشهاداتنا التي قضينا فيها زهرة شبابنا ومضت عليها السنين وذابت فرحتها تحت أتون البطالة، نغرق في بحر الترقب والعام الماضي استبعدوا بعد اختبار القياس أكثر من 7000 خريج. بهذا التجسيد الصريح استهل عبدالله القشيري خريج كلية الشريعة من عسير حديثه عن مكابدة عقد من الزمان. ويمضي القشيري في وصف ما يواجه «المحرومين» من كليات الشريعة: أرهقتنا اختبارات القياس والتقويم والمفاضلات، الأسئلة التي يطرحونها نسينا أكثر إجاباتها لبعد مسافات الزمن بين اختبار وآخر وبعضها لا علاقة له بالتخصص أو مناهج التدريس، ولكنه حكم القوي على الضعيف، وفي نهاية هذا الشهر موعودون باختبارات مركز القياس الوطني الذي دفعنا رسومه من دماء قلوبنا والخواتيم يعلمها الله، كثير منا قال له أصحاب العمل (الحكومي والخاص) ماذا أفعل بخريج كليات شريعة أو اجتماعيات، إذ لا تصلح تلك التخصصات إلا في التعليم أو فرص أخرى لم يعلن عنها البتة، اذهبوا لوزارة الخدمة توظفكم !! كثير منا ملتزم بأسر لها متطلباتها ومنا من لم يستطع الزواج وتجاوز الخامسة والثلاثين. يا الله ألطف بأبنائنا، وبعقولنا، كم عامل أجنبي توفر له تكوين الثروات بعد استقدامه لعدم توفر تخصصه العلمي في صروح العلم لدينا، وأبناؤنا على بساط البطالة والفقر والدهشة المزمنة، لماذا لم تتوفر مناهج تعليمنا على تأهيلهم للعمل في تخصصاتهم، لم يسحبون من الثانوية أغرارا إلى كلياتنا ثم بعد التخرج يلقى بهم في مذبحة اختبارات القياس يتطاحنون على خمس أو سبع وظائف وعددهم بالآلاف ثم يرفضون ويقال لهم رسبتم عودوا لاحقا، المدهش أنهم يضعون ثقتهم ويعودون..! المعذرة ..أيها الخريجون بكافة تخصصاتكم اعذروا بالغ الدهشة في كلماتي لم أسع للحصول على وظيفة في القطاع العام، والقطاع الخاص على عيوبه وعلاته صريح في تعذيبه واضح المعالم، بالتالي لا أفهم لماذا تعثرت وتعقدت خطوات التعليم المنتهي بالتوظيف لدينا وصولا إلى هذه النتائج المزرية.! عزاء ومواساة ..! لأبنائنا المنكوبين تعزية خاصة في وفاة ثلاثة وإصابة بالغة لأربعة من معلمي الدفعة «المنكوبة 27 28 كلية المعلمين» قدموا لوزارة التربية والتعليم للتحاور حول قضيتهم يوم السبت الماضي، نسأل الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جنانه ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. ولذوي الزميل نبيل عزمي ولعائلته الكريمة ولأسرة التحرير في صحيفة «عكاظ» بالغ العزاء وصادق المواساة. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبد أ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة