استأثرت تجارب تصريف السيول في أمانة المدينةالمنورةوالطائف وتجربة شارع الحج في مكةالمكرمة على أغلب وقت المشاركين في برنامج ملتقى التجارب الناجحة للأمانات الذي نظم أمس في مكةالمكرمة، ما دعا البعض للمطالبة بتخصيص ورشة عمل مستقلة لهذا الجانب، ولم تفلح نداءات رئيس الجلسة المستمرة بضرورة الاختصار في الوقت لكثافة التداخلات تجاه هذا الموضوع الحيوي، فيما تساءل آخرون عن تداخل الصلاحيات بين وزارتي المياه والشؤون البلدية والقروية، مطالبين بتحديد الجهة التي يجب أن تحمي المدن من أخطار السيول، ومؤكدين على ضرورة تحديد المسؤوليات بصورة واضحة، وحملوا وزارة المالية الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه ما يحدث لبعض المدن من خطورة؛ سواء من قلة الاعتمادات أم من عدم وضوح الرؤية عمن هو مسؤول عن الأودية التي تحيط بها وتمثل خطورة عليها وتكون الأمانات هي الضحية. وكان ملتقى التجارب الناجحة للأمانات الذي استضافته أمانة العاصمة المقدسة في مكةالمكرمة أمس، اقتصر على عرض بعض التجارب التي ترى الوزارة أنها كانت ناجحة في تأديتها، رغم مطالبة كثير من المراقبين بضرورة مناقشة المشكلات التي تواجه الأمانات والاستفادة من هذا الحضور لحلها مثل مشاكل السيول والمنح، وتأخر تنفيذ المشاريع وإيصال الخدمات، بدلا من عرض التجارب الناجحة، فيما رد وكيل الوزارة للشؤون البلدية والقروية يوسف السيف على هذا الاتهام بقوله «إن مواضيع هذا اللقاء محددة مسبقا، وقد استفاد منها الحضور، وسينعكس ذلك على توصيات اللقاء التي سترفعها أمانة العاصمة المقدسة لوزير الشؤون البلدية والقروية لاعتمادها بهدف تعميمها على مختلف الأمانات»، مضيفا أنه سيتم طرح المشكلات التي تواجه الأمانات لإيجاد الحلول المناسبة لها بدءا من اللقاء المقبل الذي سوف يتم عقده في الطائف، حيث ستتولى لجنة تم تشكيلها لهذا الغرض، تحديد المواضيع التي ستناقش في اللقاء. واقتصرت التجارب الناجحة التي تراها الوزارة على عقود النظافة بين التجزئة والتجميع والتي ألقاها وكيل الوزاره للشؤون البلدية والقروية يوسف السيف، الذي قال «إن هذا المبدأ يقوم على تجزئة عقود مشاريع نظافة المدن الكبيرة للتغلب على قصور أداء بعض المقاولين ولتغطية مناطق جديدة غير مشمولة في العقود السابقة»، وبين أن الوزارة أقرت مبدأ تجزئة عقود نظافة المدن الكبيرة في الأمانات إلى عدة أجزاء تراعي الحدود الإدارية للبلديات الفرعية داخل المدن، ومدى الحاجة الفعلية لذلك، وذلك للتغلب على العديد من المشاكل التي تعانيها الأمانات والبلديات ومنها توقف العمالة عن العمل لأي سبب، ما ينعكس سلبا على مستوى نظافة المدينة، ثم تحدث السيف عن عدد من الإيجابيات التي نتجت عن اعتماد هذا الأسلوب في نظافة المدن. وقد عرضت أمانات الرياض، المدينةالمنورة، تجاربها الناجحة في مجالات تجزئة عقود النظافة، ورأت أنها حققت نجاحات باهرة في هذا الاتجاه، أما التجربة الناجحة التي رأت وزارة الشؤون البلدية أنها حققت فيها نجاحا، فقد كانت حول تخصيص الخدمات، حيث عرضت تجربة أمانة جدة في تخصيص مراكز للتنمية المحلية في القرى والمحافظات التي ترتبط بها؛ مثل الليث، رابغ، خليص، والكامل، عندما اختارت مواقع بمساحات ملائمة في كل مدينة فيها بلدية، وأطلقت على كل منها مركز التنمية المحلية لاحتوائه على الخدمات والمرافق العامة، الخدمات التجارية، المالية، الإدارية، الترفيهية، الثقافية، الإسكان، والاستثمار، وأعدت دراسات عمرانية لتصميم جميع المراكز للبلديات في المحافظات المرتبطة بالأمانة. كذلك تمت مناقشة التجارب الناجحة لأمانات المدينةالمنورة، مكةالمكرمة، والطائف، في مجال التعامل مع السيول وتصريفها، وقدمت أمانة العاصمة المقدسة تجربتها الناجحة في إسناد خدمة تصاريح إسكان الحجاج للقطاع الخاص.