رغم وصول مؤشر الأسهم السعودية إلى نقاط مقاومة مهمة بثبات وثقة وبدعم واضح من أسهم سابك والراجحي وسافكو وموبايلي، إلا أنه اكتسى باللون الأحمر في آخر أيام تداولاته الأسبوعية من خلال انخفاضه 6.15 نقطة أي ما نسبته 0.1 في المائة بعدما بدأ تداولاته صباح الأربعاء عند مستويات 6471.84 نقطة، لينخفض بعد ذلك منهيا تداولاته عند مستويات 6465.69 نقطة. وكان المؤشر سجل أعلى مستوياته في آخر جلسة من الأسبوع عند 6471.84 نقطة، أما أدنى مستوياته فكانت عند 6430.96 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة في هذا اليوم 105.316.052 سهما، أما عدد الصفقات فقد بلغ 70.261 صفقة، كما شهد ارتفاع 41 سهما وانخفاض 73 سهما ضمن تداولات مؤشر السوق السعودية، بينما لم يسجل 24 سهما أي تغيير في نهاية تداولات اليوم، ليبلغ عدد الشركات المتداولة في سوق الأسهم السعودية 138 سهما. أما على المدى الأسبوعي فإن المؤشر أوشك على ملامسة حاجز 6500 نقطة الا أنه ارتد من مستوى 6497 نقطة كأعلى نقطة يحققها منذ ثلاثة أشهر، وأعلى مستوى له خلال هذا العام مع تربص محاولات اختراق أخرى لما فوق 6580 نقطة. ويبدو أن الوصول إلى تلك المستويات لا يزال ينتهج نفس الوتيرة التي سار عليها طيلة الفترة السابقة منذ صعوده من مستويات 4000 نقطة. ويمكن القول إن ما يعزز حالة التفاؤل التي يعيشها المؤشر ممزوجة باستقرار واضح هو صدور نتائج الشركات للعام السابق وبصورتها النهائية، والتي جاءت متوافقة مع منطق الأوضاع الاقتصادية بمجملاتها العالمية والمحلية، ويمكن القول إنها تجاوزت الكثير من الصعوبات التي أثقلت كاهل السوق قبيل صدورها للربع الرابع من العام الماضي. وبالنظر إلى مجمل الأوضاع الاقتصادية ومقارنتها بالفترة السابقة فإن الأمور تعد أفضل كثيرا، خصوصا أن الإشارات المبدئية التي تظهر تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية انعكست آثارها على الاقتصاد الأمريكي، ولولا وجود مخاوف من مفاجآت مزعجة يمكن أن تهز الاقتصاد العالمي مرة أخرى مثل مشاكل التصنيع التي ظهرت في سيارات تويوتا وغيرها، وما قد تخلفه من خسائر على الشركات، إذ إن صورة إفلاس شركات ومصارف كبرى ما زالت عالقة بالأذهان، وأصبح العالم الاقتصادي يراقب عن كثب تطورات هذه المشاكل على شركة تويوتا، كذلك الأوضاع المالية السيئة التي تمر بها بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل اليونان والبرتغال وإسبانيا، والتهديدات التي تحيطها من أجل بقائها ضمن مجموعة الوحدة النقدية الأوروبية، لكان الوضع في السوق السعودية والشركات المدرجة فيها وخصوصا في القطاع المصرفي أفضل مما هو عليه الآن. على الصعيد الفني، نستطيع القول إن المؤشر ما زال في مسار صاعد وبعزم جيد ويحتمل استمرار هذا العزم، لكن التحديات التي تواجهه تتمثل في قدرته على البقاء فوق نقاط المقاومة التي سيصل إليها، حيث إنها متعددة وتبدأ من مستويات 6513 ثم 6530 مرورا بالمقاومة السابقة عند 6580 ومن ثم تسجيل مقاومة جديدة تتراوح بين 6620 وحتى 6740 نقطة. والصعود إلى تلك النقاط يحتمل أن يمر بسيناريو أو أكثر، من خلال اصطدامه بالمقاومة السابقة ومن ثم الارتداد لاختبار نقاط دعم تبدأ من 6420 ثم 6397 ثم 6360 وحتى 6263 نقطة. ولا شك أن كسر هذه النقطة قد يهدد بصورة جدية المسار الصاعد وربما يوصل المؤشر إلى نقطة 6145 نقطة مرة أخرى. ولكن كما يقال فإن كل الطرق أصبحت تؤدي إلى قمم جديدة، ومن ضمن أي سيناريو فإن الوصول إلى تلك النقاط والتي تبدأ من 6620 مرورا ب 6770 وحتى 7180 نقطة قد أصبح أمرا واضحا، ولكنها تبقى مسألة وقت لن تطول.