مشكلات الحياة اليومية صارت تبدو كبيرة، وهي في الواقع ليست كبيرة. ما يجعلها كبيرة أنها تبدأ صغيرة، ومن ثم تتضخم شيئا فشيئا.. وإلى أن تكبر في طور الفقاعة، فنحن نتركها وفي النهاية نحاول أن نتدارك المواقف بترقيع الحلول. وفي مسألة الحلول الآيلة إلى الترقيع، فهناك دوما تطل علينا نظرية «اتسع الخرق على الراقع»، ولكن بتطبيقاتها العملية. الهروب الجماعي للعاملات صارت له رائحة تفوح أولا داخل البيوت العامرة، وفي الأزقة والشوارع والسكك ولاحقا في الجرائد، ومن بعد ومن قبل فالمشكلة تكبر وتتكاثر، وفي كل موسم فالظاهرة تفرز العدوى، وكأن الناس لا يعرفون لماذا تهرب العاملات، وكأن من يعنيه الأمر، من ناحية تقنين مصالح العمل، بصياغة العلاقة بين العامل ورب العمل لا تعنيه مسألة الضرر الذي يلحق بالمواطن غرامة ومشاوير وإخلاء طرف وإعادة تعاقد آخر مع مكتب استقدام آخر. وفي النهاية فالمواطن لا يأخذ شيئا، تماما وكأن أرباب العمل الآيلين إلى الأسر السعودية هم الذين يهربون من العاملة، بعد تركها بدون طعام ولا مأوى ولا شيء يؤدونه إليها من حقوق الإنسان... وبهذا، فقد تحول المواطن إلى أضحوكة للعاملات، وربما هو الآن في طور صناعة النكتة عنه بمواصفات جديدة. وللواقع فالناس يعتقدون ظاهريا أن الخادمة تهرب بسبب تدني مستوى الرواتب وهذا غير صحيح، لأنه لو كان صحيحا فعلى من يلزمه مصلحة العمل تقنين العلاقة بين الطرفين، بإيجاد صيغة مقبولة وإجراءات نافذة ذات مفعول وبالتالي، فهم يمنعون ضررا وخسائر تطال المواطن إلى جانب تقديمهم ضمانات تحمي حقوق الطرف الآخر ممثلا في من يقوم بأداء العمل. يجب أن تكون هناك ضمانات أولا وأخيرا لحقوق المواطن وصيانتها من العبث هروبا أو إخلالا ببنود العقد القائم عليه مصلحة العمل، وكما أنه من حق الجهة ذات الاختصاص إلزام رب العمل بدفع أتعاب العاملة في حالة إكمالها المدة النظامية لدى صاحب العمل مع صرف تذكرة إركاب وما هو لاحق به ومستند إليه، فكذلك أيضا من حق المواطن إرجاع حقوقه كاملة، في حالة إخلال العاملة بشروط عقد العمل، بدءا من رسوم التأشيرة وانتهاء بأتعاب الاستقدام وذلك من خلال إسناد «رسوم غرامات»، بإلزام المكتب الأساسي بوصفه أساسا لتصدير خدمات العمل. ليس من المعقول ولا من اللائق أن يضمن العامل حقوقه في صيغة طعام وشراب ومأوى ومعاملة بالحسنى تستند إلى الشريعة وإلى حقوق الإنسان وما يتبع ذلك بجميع إلحاقه ومستلحقاته، فيما يتضح لنا ولهم وإلينا وإليهم أن المواطن السعودي بوصفه رب عائلة ورب عمل هو الوحيد بين الأطراف المعنية يخرج وحيدا هكذا من مولد بغير حمص، أو لنقل على نحو آخر عنه «عاد المواطن بعد البحث والتحري بخفي حنين»، وأما حنين فلا أثر له من أساسه.. إنهن يهربن ويتركن وراءهن الأحذية عارية، هكذا يهربن بغير تعب!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة