على مدار أسبوعين تناولت الكاتبات والكتاب وكذلك بعض القنوات الفضائية قضية رئيس نادي الباحة الأدبي أحمد المساعد ضد الدكتور علي الرباعي، وذلك على إثر مداخلة الأخير في الأمسية الثقافية التي ألقتها المحاضرة منى المطرفي، حيث طالب في مداخلته بإيجاد عرض مرئي مصاحب لمحتوى الأمسية وذلك عبر الدائرة التلفزيونية، وقد أسيء الفهم أو تحورت بعض المفردات لتلك المداخلة مما جعل رئس النادي يرفع قضية لدى الجهات الأمنية متهما إياه بتهم خطيرة ومطالبا بعدم دخوله النادي وإلى آخره .. ولكن كان لقلم الكاتب الكبير الدكتور حمود أبو طالب في هذه القضية حضور رائع ومميز فقد كتب في عموده اليومي (تلميح وتصريح) وبعنوان «لازالت الفزاعة منصوبة» المنشور في صحيفة «عكاظ» في العدد رقم 15869 الصادر في 22/2/1431 «مشيدا بالتواجد والتفاعل السريع لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة في قضية رئيس نادي الباحة الأدبي، مبينا تجاوزات رئيس النادي ومطالبا حسم القضية بوضوح، وآملا سماع القول الفصل من وزارة الثقافة والإعلام في أقرب وقت لتتضح الصورة للجميع.» ومضامين المقال منطقية وجيدة ورائعة. وكم نحن بحاجة لحضور وتواجد بعض المسؤولين واتخاذ القرارات الصارمة بعد التثبت والتيقن، فعلى سبيل المثال قبل عدة أشهر احتضن مبنى الشؤون الأكاديمية في مستشفى الملك فهد في الباحة محاضرة ألقاها أحد الدعاة في الندوة العالمية لمكافحة التدخين والمخدرات، وذلك بحضرة كبار المسؤولين في المنطقة، وقد أكد ذلك الداعية في محاضرته حسب ما نشر في بعض وسائل الإعلام أن 30 في المائة من طالبات كليات البنات في منطقة الباحة مدخنات وأن بعضهن يتناولن مادة الحشيش وأن أكثر من 70 في المائة من طلاب المدارس مدخنون ومدمنو مخدرات. ورغم الإساءة الكبيرة من ذلك المحاضر لمنسوبي التربية والتعليم وأولياء الأمور وأهالي المنطقة بشكل خاص وبقية المناطق بشكل عام، إلا أن أحدا لم يلجأ إلى الجهات المعنية للتحقيق مع الداعية للوصول إلى حقيقة الأرقام والنسب والإحصائيات التي أوردها في محاضرته، وما هي مصادره، ومرت الحادثة مرور الكرام على من بيده اتخاذ الإجراء فيما بات الأهالي في حسرة جراء ما مورس بحقهم من تشويه سمعة على مرأى ومسمع من الجميع، فليس من السهل عليهم ولا على غيرهم أن يعمد إنسان إلى استغلال منبر ذي صوت عال لاتهام مجتمع كامل أو جزء كبير منه بالانحراف دون دليل أو إثبات أو بينة. علي مروان الغامدي الباحة