(إثارة النعرات القبلية) ظاهرة سلبية بدأت في التسرب هذه الأيام إلى بعض مجتمعاتنا مهددة مستقبل أجيالنا الواعدة في وقت نحن فيه بحاجة إلى الإصلاح في مملكة اتخذت الإصلاح سبيلا لها!؟. المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود وحد المملكة تحت لواء (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ووضع حدا للنزاعات القبلية التي كانت قائمة آنذاك، وسار أبناؤه من بعده على خطاه، ومنذ ذلك التاريخ والجميع يشاركون في مسيرة البناء والإنماء للمملكة، ونجد على أرض الواقع أن أبناء القبائل ممثلون في جميع القطاعات الحكومية والأهلية بلا استثناء، فهناك قياديون، معلمون، عسكريون، تجار، دبلوماسيون ...إلخ ينتمون لكوكبة من القبائل نفخر ونعتز بها. مما يؤسف له أنه مع تعدد القنوات التلفزيونية، وبعضها مخصص للشعر، ومع ظهور أعداد كبيرة من المجلات الشعبية والمواقع الإلكترونية، إضافة إلى مهرجانات مزايين الإبل بدأت تطفو على السطح من جديد بوادر نعرات قبلية أذكى روحها بعض الشعار في مساجلاتهم وما يعرف لديهم ب(المراد) والذي يتخذون فيه من إنقاص الآخرين سبيلا لرواج منتجهم. لا ننسى أيضا أن برنامج شاعر المليون الذي تبثه قناة أبو ظبي ساعد في إثارة النزعة القبلية عند البعض إلى درجة أن تأهل بعض الشعراء يعود في جزء كبير منه إلى تصويت أبناء قبيلته له بغض النظر عن مستوى العمل الشعري الذي قدمه. لقد دهشت عندما وجدت أن خبرا نشرته إحدى الصحف عن تجاوزات بعض القنوات الشعرية فيما يخص إثارة الفتنة بين أبناء القبائل قد علق عليه ما يزيد على أربعمائة قارئ، ناهيك عمن قرأه ولم يعلق، مما يعني أن مثل هذه الموضوعات بدأت تشغل رأي العامة، ولكن ما سرني في الوقت نفسه أن معظم التعليقات كانت إيجابية وتدعو لنبذ النعرات وإثارة الفتن بين أفراد القبائل وتأييد كل ما يتخذ من إجراءات في هذه الشأن. نحن بحاجة إلى تبني أسلوب راق في الحديث عن قبائلنا والمنتمين إليها. لسنا ضد الإشادة بأحد ولكن المرفوض هو انتقاد الآخرين والتقليل من شأنهم لأنهم ينتمون إلى قبيلة ما. كلنا مسلمون، كلنا سعوديون، كلنا نحب مملكتنا وقادتها، وبالتالي فإن علينا العمل لنموها وتطورها في جو اجتماعي تسوده المحبة والأخوة وإعطاء كل ذي حق حقه. الشعر في حد ذاته وسيلة راقية للتعبير عن ما يجول في الخاطر من مشاعر، والمواقع الإلكترونية الخاصة بالقبائل مظلة يجتمع تحتها أبناء العمومة والمعارف للتواصل ومعرفة أخبار الآخرين ومناسباتهم، مع ما تجود به النفس من خواطر ومشاركات هادفة. القنوات الفضائية نوافذ يطل منها المبدعون في شتى الفنون لتقديم ما لديهم من نتاج راق يسير في الاتجاه الصحيح، وما يبث فيها من رسائل نصيةSMS باستطاعة القائمين على أية قناة مراقبتها مسبقا واستبعاد ما يسيء إلى المجتمع أو ينتقص من قبيلة على حساب الأخرى. دعوة مني صادقة إلى الجميع بالترفع عن أي نوع من النعرات، فبلادنا بحاجة إلى تسخير كل ما لدينا من وقت وجهد وموارد لخدمة أهدافها وتطويرها وتوفير العيش الرغد لأبنائها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 248 مسافة ثم الرسالة