أبلغت «عكاظ» أم عبدالملك «مواطنة المقص»، خيبة أملها بحكم أعضاء الهيئة الصحية القاضي بتغريم المستشفى 40 ألف ريال، وتبرئة الطبيب وفريقه الطبي من الخطأ الفاضح، وتحدثت أم عبدالملك عن معاناتها مع الآلام خلال مدة بقاء المقص داخل أحشائها، مشيرة إلى أن حجم التعويض لا يتوازى مع معاناتها مدة 40 شهرا وهذا نص الحوار: • كيف تلقيت حكم الهيئة الصحية؟ حضرت الجلسة بوجود المحامي، وعلى الطرف الآخر كان هناك الطبيب والفريق الطبي، الذي نسي المقص في أحشائي، وكانت المفاجأة عندما نطق أحد أعضاء اللجنة بالحكم القاضي بتغريم المستشفى، وهنأ الطبيب بالقول: «مبروك أنت بريء يا دكتور». • هل اعترضتم على الحكم؟ أسلوب النطق بالحكم لم يكن لائقا، وقد أثر على نفسيتنا كثيرا، بل إن الطبيب سأل عضو الهيئة الصحية: هل أستطيع السفر الآن، فأجابه بأن له حرية السفر إلى بلده إذا أراد، فغادر الجلسة وهو يتلقى التهاني من أصدقائه، في حين اعترضنا على الحكم. • ما سبب عدم اقتناعكم بالحكم؟ لأنه باختصار لا يتناسب مع حجم الضرر الصحي والمادي الذي تعرضت له، خصوصا وأنني راجعت عدة مستشفيات خلال وجود المقص في أحشائي، وتناولت أدوية باهظة غير المراجعات والأشعة، وهذا كلفنا خلال السنوات الثلاث ما يقارب المليون ريال، إضافة إلى استئصال 15سم من أمعائي أثناء عملية استخراج المقص. • وماذا عن قصة مرورك على مقرئين؟ بعد مراجعتنا لعدة مستشفيات بدون جدوى، دفع بنا الحال اللجوء إلى مقرئين، خصوصا بعد تعرضي لحالات صرع متكررة، توقعنا معها أن يكون السبب العين أو السحر، فترددنا على عدة مقرئين، قال بعضهم إن السبب يعود إلى إصابتي بالعين، فيما اتهم البعض الآخر السحر. • ألم تشعري بوجود المقص في أحشائك خلال ال 40 شهرا؟ كنت أشعر بآلام شديدة في المعدة، اعتقدت في بداية الأمر أن سببها ربما يعود إلى العمليتين اللتين أجريتهما خلال عام واحد، ومع تزايد حالات الصداع والصرع نسيت وجع المعدة، حتى اكتشفت المقص في بطني. • أين ذهب المقص عقب استخراجه؟ عقب العملية مباشرة حضرت لجنة من وزارة الصحة وقامت بسحب المقص لظروف التحقيق ولازال موجودا لديهم. • ألم تجر أية أشعة لاكتشاف السبب؟ لا، لأن تركيز الأطباء كان على مشكلة نوبات الصرع والشقيقة، دون الاهتمام بمشكلة آلام البطن، وكانت أغلب التشخيصات تتم بالعلاجات العضوية فقط. • وماذا عن وضعك الصحي الآن؟ المقص تسبب في إصابتي بعدة أمراض منها الشقيقة والصرع والتسمم في الدم وآلام المعدة والاكتئاب، ولازلت استخدم سبع وصفات طبية وحقن الكورتزون. • وما سبب استمرار الألم؟ سبب الألم لاستقرار جزء بسيط جدا من المقص في أمعائي، لم يتمكن الطبيب من إخراجه خلال العملية بسبب تحلله، وكان الجراح يحتاج إلى إزالة أجزاء أخرى خطيرة من الأمعاء، إلا أنه فضل بقاءها وعدم المخاطرة بصحتي. • كيف تتعاملون مع بقايا المقص؟ وصف لي الطبيب بعض الأدوية، وهي عبارة عن وصفات شعبية، وأتمنى أن تزول الآثار، خصوصا وأن المقص مكون من مادة الزئبق والرصاص والفضة، واختلاطها بالدم يؤدي إلى التسمم. • خلال مجريات القضية ألم يحاول المستشفى أو الطبيب الوصول إلى حل وسط معكم؟ أبدا لم يحصل شيء، وكان من الممكن لو طلبوا الصلح أن نصل إلى حل، أما الآن فقد وصلت القضية إلى جهات قضائية عليا، ولن نقبل إلا بحكم ديوان المظالم الذي نثق في عدالته. • هل حدد ديوان المظالم موعدا للنظر في القضية؟ تقدم المحامي المكلف بالقضية بكافة المستندات المطلوبة منذ فترة، ولازلنا ننتظر تحديد موعد للجلسة، ونأمل أن يتم منع الطبيب وفريقه الطبي من السفر حتى انتهاء القضية، وتعويضنا بالمبلغ المناسب.