ظاهرة الشيخ الشاب أحمد بن عبدالعزيز بن باز ظاهرة مختلفة لأنها تحكي تصورات جيل جديد من أبناء المؤسسة الرسمية الدينية، وحتى غير الرسمية ينبذون التشدد، ولهم فكر مختلف في تيسير أمور المسلمين، وأحمد ليس وحيدا في هذا الفكر الجديد الذي بدأنا نراه من عدد من العلماء الشباب، بعض الكبار، الذين يعتنقون فكرا أكثر تسامحا. قراءتي لمقالات، وحوارات أحمد بن باز وهو نموذج شاب، تقودني إلى القول إنه واحد من شباب، يبلغ عدده ثلث سكان الوطن، أو يزيدون، نصفهم رجال ونصفهم نساء هؤلاء الشباب، وبعضهم مختص علوم شرعية يبحثون عن اجتهادات جديدة أكثر تسامحا، تفصل ما هو شرعي عن ما هو تقاليد متوارثة لا تناسب العصر، تقاليد لبست بلبوس الدين، ولأن أحمد بن باز هو ابن أحد أشهر المفتين الكبار في العالم الإسلامي الشيخ الفاضل (عبدالعزيز بن باز) يرحمه الله، فقد أراد المحافظون أن يصير أحمد، وكل الشباب من عمره نسخة من آبائهم، الذين عاشوا عصرا مختلفا، وكونه ابن المفتي السابق للمملكة حسب المحافظين فإنه بكلامه العام إنما يفتي خلفا لوالده، وهذا غير صحيح، فالواقع أن أحمد بن باز لم يفت، بل يطرح رأيا مجتهدا حول بعض القضايا الجدلية المتعلقة بالمجتمع، والمتعلقة بالمرأة (المحروسة) تقليديا، وهو رأي لا يقتصر عليه وحده، بل يشاركه فيه جحفل من العلماء شيبا، وشبانا، فهو يبدي رأيا في موضوعات مثل تنظيم الأسرة بالحد من النسل، أو قيادة المرأة للسيارة، أو الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة التي لا شبهة فيها، وكل هذه الأمور في نظر المتشددين، والمحافظين، حدود لهم يحرسونها، وليست قضايا اجتماعية خلافية يصيبها تغير العصور، وهي بالتالي رأي عام سائد في كل أوعية التدوين، ولكل أن يتحدث فيها إن كان صاحب علم فليفت، وإن كان صاحب رأي اجتماعي فليدل برأيه، وأحمد بن باز، مثل باقي جيله من الشباب والشابات لا يستطيعون العودة بالزمن سنين إلى الوراء، ويلغون مكتسبات العلم، والحضارة لنعود لعالم القرية القديم في سبيل رضا فئة لا تريد تغيير تقاليدها وهذا من حقهم ولكن لا أحد يستطيع إيقاف التقدم، والتغيير في الأجيال. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة