تبادل متضررو سيول جدة أمس التهاني، بعد تسلمهم شيكات تعويضات الأضرار التي لحقت بمنازلهم ومحالهم التجارية جراء السيول التي اجتاحت أحياء شرقي جدة في الثامن من ذي الحجة الماضي. وبحسب سكان الأحياء المتضررة لم يكن يوم أمس عاديا بالنسبة لهم، إذ بعد رحلة تعب استمرت 90 يوما وصاحبها الترقب والانتظار، أعاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز البسمة إلى شفاههم وأسرهم. وأكدوا ل «عكاظ» أن صفحة سيل الأربعاء الأسود طواها الملك عبدالله وحولها إلى سبت أبيض، بفضل وقفته الأبوية الحانية، والذي سارع كعادته إلى تعويض المتضررين والوقوف إلى جانبهم والتخفيف من مصابهم، ومحاسبة كل مقصر في أداء واجباته ومسؤولياته تجاههم. ولاحظ المراقبون لعمليات صرف التعويضات، علامات الرضى على وجوه المتضررين، الذين وصفوها بالمجزية والكافية لمساعدتهم على ترميم منازلهم، وتأمين أثاثها، وإصلاح ما أتلفته السيول، «إذ تحولت أحزاننا إلى سعادة، عبر تمكننا بواسطة (شيكات التعويض)، من العودة إلى حياتنا الطبيعية الهادئة». وتحولت ساعات انتظار المتضررين لبدء صرف التعويضات إلى فرصة لاستعادة الذكريات الأليمة التي تسببت بها سيول الأربعاء، وسرعان ما تحولت إلى تهان ومباركات بعد استلام التعويضات المجزية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين. واعتبر المتضرر محمد المطيري التعويض بأنه يؤكد اهتمام ولي الأمر بأبناء وطنه والمقيمين على ترابه، مشيرا إلى أن المبلغ الذي صرف له أمس، فاق كل توقعاته، إذ حصل على شيك بقيمة 80 ألف ريال. ويضيف المتضرر حمدان الزهراني أن السيول التي دمرت ممتلكات منزله أعادها ملك هذه البلاد إليهم خيرا عليهم، «بإمكاننا حاليا أن نعود إلى منازلنا بأمان وهدوء»، مؤكدا أن نهاية أسبوع الثامن من ذي الحجة الماضي أغلقها مطلع أسبوع السابع من ربيع الأول، بحصوله على مبلغ 40 ألف ريال. وذرفت المتضررة عائشه المطيري (أرملة)، دموع الفرح، بعد أن أمسكت بيدها شيكا بقيمة 60 ألف ريال، وقالت إنها ستبدأ بالمبلغ حياة آمنة بعيدا عن أية مشكلات.