لا حديث لأهالي مدينة القنفذة هذه الأيام سوى تلك البحيرات الآسنة التي تجمعت لتكون مستنقعات أدت إلى تزايد أعداد البعوض والروائح، إضافة إلى عرقلة حركة السير داخل الأحياء، وتولدت في نفوس الأهالي مخاوف من الإصابة بحمى الضنك والملاريا، في الوقت الذي لازالت فيه البلدية وفرع المياه في الحافظة يبحثان عن مصادر تكون تلك المياه لإيقاف تدفقها ولكن دون جدوى. من هنا يقول علي حسن باجعفر «أصبحنا نمنع أطفالنا وعوائلنا من الخروج وخصوصا في المساء خوفا من تلك المستنقعات، فنحن متخوفون جدا من انتشار الأمراض والبلدية تسحب تلك المياه قبيل الغروب إلا أنها ما تلبث أن تعاود الجريان بعد عملية السحب مباشرة ودون توقف لتكون في اليوم التالي مستنقعات كبيرة». ويرى خليل سالم القحطاني أن دور الشؤون الصحية في القنفذة داخل المدينة خجول من حيث رش المستنقعات في ظل تزايد أعداد البعوض الناقل للعديد من الأمراض وعلى رأسها حمى الضنك. من جهته أوضح مراقب الإنشاءات المدنية في بلدية القنفذة المهندس إبراهيم علي باحكيم أن وجود تلك المستنقعات بشكل مستمر يشكل عبئا إضافيا على البلدية، نظرا لتآكل طبقة الشوارع الأمر الذي يحتم إعادة التعبيد من جديد. وأبان المهندس باحكيم أن هناك تنسيقا بين البلدية وفرع المياه في القنفذة من خلال لجنة مشكلة لمعرفة مكان انبعاث تلك المياه وفصلت المياه عن عدد من منازل المواطنين المجاورين للموقع لمعرفة السبب، إلا أن المياه لازالت تعاود الظهور ولازال البحث جاريا عن مصدرها، مشيرا إلى أن البلدية تقوم وبشكل يومي قبيل المغرب بسحب تلك المياه تفاديا لتكاثر البعوض، إضافه إلى تكثيف عملية الرش في حي اليمانية والأحياء المجاورة، من جانبه تمنى مصدر في فرع المياه بالقنفذة (فضل عدم الكشف عن اسمه) من المواطنين الصبر لحين اكتشاف مصدر تسرب تلك المياه. إلى ذلك أوضح الناطق الإعلامي في صحة القنفذة عبدالله محمد عبادي أن الشؤون الصحية ممثلة في إدارة مكافحة نواقل المرض يقتصر دورها في الرش والمكافحة للقرى التي تقع خارج مدينة القنفذة فقط، أما بالنسبة للمدينة فهي تابعة للبلدية مشيرا إلى انه ثبت فعلا وجود البعوض الناقل لحمى الضنك والملاريا بتلك المستنقعات من خلال عملية الاستقصاء الحشري التي أجراها مجموعة من الأطباء. وطمأن عبادي سكان القنفذة في ان العامل المساعد لنقل المرض والمتمثل في وجود مصاب غير موجود في المدينة وتسجيل أية حالة للإصابة بحمى الضنك.