في ظل المتغيرات المعاصرة في البيئة المحيطة بأطفالنا، وفي ظل العوامل التي تعمل أحيانا كثيرة لهدم كثير من القيم التربوية والمهارات الحياتية السليمة، يلزم على المربي أن يتخير الأسلوب التربوي الأمثل في أثناء ممارسة التربية، بل لا بد من أن يتنوع في الأساليب التربوية، وينتقل من أسلوب لآخر حسب الاحتياج، وحسب الحالة بمعنى لا بد للمربي الناجح من أن يتميز بالفقه التربوي، أو إجادة فن التربية، أو بمعنى آخر الفهم التربوي فيأخذ ميراثا من سليمان «ففهمناها سليمان»، ومع عمق الفهم للمربي الناجح يأتي دور الإرادة والاستمرارية، فيصبر، ويتأنى للحصول على الثمرات التربوية التي رسمها، وخطط لها فيرث ميراث يحيى «يا يحيى خذ الكتاب بقوة»، ومن أجل ذلك الفهم في اختيار الأسلوب التربوي الأمثل نتحدث في هذا المقال عن أسلوب تربوي معاصر في التربية وهو ما يسمى التربية بالهمس وحتى نفهم المفهوم التربوي لا بد من مدخل لغوي أولا: الهمس: الخفي من الصوت والوطء والأكل، وقد همسوا الكلام همسا. ويقال: همسا وصه. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يتعوذ باللَّه من همز الشيطان ولمزه وهمسه؛ هو ما يوسوسه في الصدر. ويقال: أخذته أخذا همسا: أي شديدا، ويقال: عصرا، ويقال: همسه: إذا عصره إذا ما تتبعنا الصوت في القرآن الكريم، ورأيناه في جانب المفسدين ضجيجا وجلبة وصيحة. فقد جعله الله أيضا علامة على العذاب {ما ينظرون إلا صيحة} نعم إنها العذاب وأولئك {فأخذتهم الصيحة مشرقين} ويجعل الله سبحانه وتعالى في المقابل (الهمس) علامة جلال ومهابة فيقول {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا} دلالة على الجلال والبهاء والأبهة {فأي الفريقين أحق بالأمن} ثقافة الضجيج في التربية والصراخ ذي العقلية الهشة أو ثقافة التدبر والحكمة والهمس واللمس الحاني اللطيف؟!. ويتضح من خلال التعريفات السابقة للهمس أن التربية بالهمس عبارة عن رسائل إيجابية تغرس داخل الابن عن طريق الصوت الخفي بين المربى والمربي التي من خلالها تزول الفوارق والتكلفة المصطنعة. أو عن طريق الوصية التي تكبر من شخصية المربى وتشعره بأهميته ومكانته. والهمس برسائل إيجابية يدفع همس الشيطان السلبي أو عن طريق الضم أو العصر ليتلاقى الهمس مع اللمس فتتداخل الأرواح قبل الأجسام والقلوب قبل الأجساد. وللحديث تتمة حول طريقة الهمس. *مدرب ومستشار أسري. [email protected]