نحتاج في وقتنا الراهن لجيل مؤهل لحمل أمانة، وفكرة التغيير الحضاري، والنهضة التربوية الكل يطمع في تكوينه، وصناعته، والناظر لتجارب الأمم، ودورات الحضارات؛ يجد أن كل جيل ساهم في التغيير، والتحول الحضاري تم من خلال ثلاثية التغيير الحضاري ( منهج تربوي – محضن تربوي – مرب فقيه)، ونحن نمتلك الأول مصدر التلقي ومصدر الوحدة القرآن والسنة ونستطيع صناعة الثاني والثالث أما مصدر التلقي والوحدة وخصوصا في مرحلة النشأة الحضارية والتكوين النهضوي أن يكون همنا في التعامل مع القرآن، و أثناء تربية أبنائنا عليه فهم معانيه، ومقاصده ،والتأثر به ليتسنى العمل به فيصبح الابن قرآنا يمشي على الأرض يصبح مصحفا ناطقا بأفعاله يطبق القرآن منهج حياة لا كلمات يترنم بها وفقط، أو أصوات ندية يتغنى بها وفقط . يقول ابن الخطاب لا يغرركم من قرأ القرآن ،ولكن انظروا من يعمل به فقيمة القرآن الحقيقية في قدرته على التغيير، فإذا أردنا جيلا فريدا منتجا عالما قائدا لا بد من العودة للقرآن، وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية، تتنزل اليوم، لتعالج مشكلات اليوم، ولتنير الطريق لمستقبل واعد. لا أنه مجرد كلام جميل يرتل، أو سجل لحقيقة مضت،ولن تعود، عندما نتعامل مع القرآن بوعي التطبيق سنجد عجائب لا تخطر على البال، سنجد كلماته حية تنبض، تتحرك، تبني ، تنجز ، تخترع ، تقود ، تعدل ، تعلم . والمربي الفقيه يرث ميراثا من سليمان «ففهمناها سليمان» ومع عمق الفهم للمربي الناجح يأتي دور الإرادة والاستمرارية فيصبر ويتأنى للحصول على الثمرات التربوية التي رسمها وخطط لها فيرث ميراث يحيى « يا يحيى خذ الكتاب بقوة». * مستشار أسري [email protected]