الإعلام لغة العصر، ومرآة الحدث، ونقطة الوصل بين المواطن والمسؤول، والكثير من الأحداث لا نراها ولكن نقرأ عنها في الصحف أو عن طريق الإعلام المرئي أو المسموع. لكن ما يؤخذ على كتابنا الذين يحتلون الأعمدة اليومية وغيرها استخدام الأسلوب المغلف إلى درجة أن القارئ يشعر أحيانا أن لا أسلوب واضح في المقال، فهو لا يخرج عن الجدال مع أن الأمر محسوم ويحتاج إلى النقد المباشر. من المهم أن نواجه الحدث مباشرة حتى يستفيد القارئ، والمسؤول على حد سواء. فالمسؤول ينتظر من الكاتب أن يحدد مكامن الخلل بشكل مباشر بعيدا عن التورية والمواربة والتلميح لا بالطريقة التي يمارسها بعض كتابنا في الصحف المحلية التي يغلب عليها التعميم واللف والدوران حول الحمى، دون أن يناقشوا المشكلة بشكل صريح واضح بين مقرون بالأدلة والبراهين التي تجبر المسؤول على الوقوف أمامها بجدية وتضعه أمام مسؤولياته إما بالرد أو السرعة في إيجاد حل للمشكلة التي طرحها الكاتب. النموذج الآخر من الكتاب أشد ضررا على القارئ من النموذج الأول، فهو بعيد عن مشاكل المواطن ولا يتعرض لها من قريب أو بعيد، لا تصريحا ولا تلميحا، تجده وقد انشغل بقضايا لا علاقة لها بالمواطن ولا المسؤول، لا يناقشون مشكلة، ولا يطرحون رؤية، ولا يقترحون حلا، أشغلونا وأشغلوا المساحات الكبيرة التي يملكونها في الصحف بمواضيع سطحية، شخصية يهدفون من ورائها إلى الشهرة واستعراض علاقاتهم الخاصة وتنميتها على حساب مصالح الناس وهمومهم وشجونهم. الغريب أن الصحف تمكنت من استثمار هامش الحرية وسخرته لصالح قضايا المواطن وتبني همومه في وقت ما زال فيه بعض الكتاب يغردون خارج السرب. يؤخذ على الصحف استمرارها في منح بعض الكتاب من محدودي التأثير مساحات كبيرة، خصوصا في صفحات الرأي، في حين كان يمكن استثمارها لصالح القارئ، إما بإعادة النظر في أسماء الكتاب أو دمج تلك المساحات ضمن أبواب الصحيفة التي أثبتت أنها أكثر قدرة على مواكبة الحدث، وتبني هموم الناس. حميد ضيف الله حماد الزايدي الطائف