طالما اشتكى الموظفون والطلاب الذاهبون إلى أعمالهم أو مدارسهم أو العائدون منها، من مزاحمة الشاحنات لهم في الشوارع العامة وعند الإشارات المرورية، وكم نتج عن تلك المزاحمة من حوادث مرورية شنيعة ذهب ضحيتها أعداد من ركاب السيارات الصغيرة التي تسحقها عجلات الشاحنات مثل «علبة الصلصة» على قارعة الطريق، ويصبح من في تلك السيارات أشلاء ممزقة يحتاج إخراجها من بين حديد السيارة المدهوسة إلى آليات الدفاع المدني، ولكن شكاوى الناس كانت تذهب أدراج الرياح، وفي الآونة الأخيرة قام مرور العاصمة المقدسة بحملة مشكورة على أصحاب الشاحنات المخالفة لنظام منع سيرها في أوقات الذروة، وقد شهدت بأم عيني وأنا خارج من مقر عملي أرتالا من الشاحنات تم إيقافها على جانب الشارع الرئيسي في حي الحمراء، الموصل إلى الخط الدائري الثالث، حتى أنني لم أستطع المرور بسيارتي من بين تلك الأرتال العشوائية إلا بصعوبة وحذر شديد، واستمر الحماس وإعطاء القسائم نحو عشرة أيام لمست خلالها انخفاضا في عدد الشاحنات المتحركة خلال ساعات الذروة، ولكن يبدو أن الحملة توقفت كما بدأت.. فقد عاودت الشاحنات نشاطها المحموم في جميع ساعات الليل والنهار وأمسى أي سائق سيارة صغيرة يجاور الشاحنات أو يقاطعها مشروع شهيد! وبعيدا عن حملة الشاحنات فإن مما يلاحظ بالنسبة للعديد من الحملات المراد بها تطبيق النظام المروري أو غيره من الأنظمة أن معظم الحملات نفسها قصير جدا وأن قصر النفس هذا معروف عند فئة المخالفين للأنظمة؛ فإذا لاحظوا حماسا في تطبيق نظام معين تواصوا فيما بينهم بالصبر على الحملة لأنها على حد قولهم «شدة غربال» ويكون الأمر كما توقعوا والأمثلة على ذلك عديدة مما لايكفي هذا الحيز من المقال لسرده، فنحن إما أمام نظام يوضع فلا يطبق أو أنه يطبق لفترة قصيرة ثم يعود الأمر على ما كان عليه، أو أنه يطبق بصورة انتقائية أو تخترقه الاستثناءات حتى يصبح مثل الثوب الخلق الذي لايرتق والله المستعان!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة