متزوجة من عامين، ومتخرجة من قسم اللغة الإنجليزية، أنا وزوجي متفاهمان ونحب بعضنا، لكني لا أشعر بالرضى ودائما متوترة ومتضايقة من وضعي، فأنا بدون وظيفة أو أطفال. حتى زوجي بدأ يتضايق مما أنا فيه، أحس بأني ليس لي قيمة في هذه الدنيا، فلا أحد يسأل عني أو يعيرني اهتمامه، جميع أهلي بمن فيهم زوجي حكموا علي بالفشل إثر تجربتي في العمل، فقد ذهبت بعد تخرجي من الجامعة للتعليم في إحدى القرى لمدة شهرين، ولكن لم أرتح في ذلك المكان فاعتذرت عن إكمال العقد، وصار الجميع يقول إني لست مؤهلة للعمل وأنني مدللة، وقد أصابني ذلك بإحباط شديد وشعور بالنقص، أما موضوع الإنجاب فقد كان سببا لتجريح من حولي، مع أنه ليس لي ذنب، إذ المشكلة في زوجي. صرت أشعر بخوف شديد عند التقدم لأية وظيفة. أتمنى أن تزيد ثقتي بنفسي، وأكون مرحة ومحبة للحياة الاجتماعية، وأن أعمل في وظيفة أنا أحبها، ويكون عندي أطفال، فماذا أفعل وكيف أتخلص من مشاعر النقص؟ مها جدة لمارتن لوثر كنج مقولة ذكرتني رسالتك بها فهو يقول: «لا يمكن لأحد أن يعتلي ظهرك إلا إذا وجده منحنيا»، وهذا يعني أنه لا يمكن لأي كان أن يسمني بصفة إن كنت رافضا لها، ولم أمكنه من تطبيقها علي، وعليه فإن صفة الفشل التي ترين أن أهلك قد وسموك بها لا يمكن أن تبقى لصيقة بك إن أنت رفضت الفكرة ولم تعينيهم على إلصاقها بك، لذا نصيحتي لك أن تبحثي عن عمل سواء كان بأجر أو بدون أجر، بمعنى حتى لو كان العمل تطوعيا بشرط أن يكون في مجال تحبينه، وتشعرين بالاستمتاع به، مع أن القاعدة تقول: «اعمل ما تحب، فإن لم تجد فأحب ما تعمل»، ومع الزمن يمكن للفرد فعلا أن يحب ما يعمله؛ لذا لا تبقي عاطلة عن العمل مدة أطول مما أمضيته، لا سيما أنك تملكين على ما يبدو وقتا فارغا كبيرا. أما عن الإنجاب فلا بد لك من البحث مع زوجك عن علاج أسبابه، ولا بد لك من أن تتذكري أن كثرة الشكوى من مسألة أو معضلة أو مشكله لا يحلها، بل بالعكس يصيب الفرد ومن يحيط به الضيق، وهذا بالضبط ما أصابك. أما عن التخلص من مشاعر النقص، فأسلم الطرق وأقصرها الإنجاز، بمعنى أنك كلما أنجزت تراجعت مشاعر النقص؛ لأن قيمة كل منا بنظر نفسه مرتبطة ارتباطا قويا بما ينجزه، وليس شرطا أن يكون ما ينجزه عملا يتقاضى عليها أجرا، بل لوحظ أن الأعمال الإنسانية التي يخدم فيها المرء الآخرين تحقق له احتراما وتقديرا لنفسه وذاته أكبر بكثير، ذلك أن مشاعر الحب التي يحصل عليها نتيجة الأعمال التطوعية تؤثر كثيرا في تدعيم تقدير الإنسان لنفسه وثقته بها.