حذرت الكاتبة والباحثة في الشؤون الفكرية والأمنية بينة الملحم من تدين المرأة الأم بشكل متطرف ومتشدد، مبينة أنها تشكل النواة الأولى لاصطدامها مع أبنائها، وخصوصا في قضية الانفتاح على المجتمع، فإما أن تنتصر عليهم وتجعلهم محصورين بشكل كبير في دائرتها المتشددة، أو تفقد الأمل فيهم وفي المجتمع وتصبح عرضة للتطرف والانحراف بشكل أكبر. وأوضحت الملحم أن من أبرز التجليات الهامة المرتبطة بالشيوع الديني في مجتمعنا هو التدين، والانغماس في المظاهر والسلوكيات الدينية. رغم أن التوازن والاعتدال من خصائص التشريع الإسلامي، مشددة على أن الدين في حد ذاته وفي معناه العميق ينطوي على رحابة إنسانية بالغة وعلى قدرات هائلة في التواصل مع الآخرين، ولاحظت الملحم أن التدين الشديد أو المتطرف والغلو فيه يمثل أداة انقطاع في التواصل مع الآخرين والتعامل معهم. ورأت الملحم أن الإشكالية الكبرى في تعثر مواجهة هذا الخطر أننا لا نزال ندور حول حمى أبعاد المشكلة دون العودة إلى جذور المشكلة. موضحة أن مشكلة التطرف لا تحدث بين يوم وليلة، وإنما تعيش وتكمن في وجدان الإنسان أولا، ثم يترجمها إلى سلوك وأفعال وممارسات ثانيا، مفيدة من وجهة نظر تحليلية أنه مابين الحالتين قد يمر زمن قصير أو طويل يتوقف على طبيعة الإنسان وعلى الظروف المحيطة به أو التي يعيش فيها. وحددت الملحم أبرز تلك الظروف والعوامل هي عدم تمييز الأسرة السعودية هذا النوع من التدين المتطرف أو المتشدد؟. أو كيفية استدلال الأسرة السعودية على التدين المعتدل لدى أبنائها الذين تظهر عليهم بوادر التدين ومن خلال ممارستهم له داخل إطار الأسرة ؟. مشيرة إلى أن كثيرا من الأسر ليس لديها المقدرة على التمييز والتنبه لخطورة الأمر متى ما تم استخدامه كأداة ملاحقة للآخرين، يتم من خلالها تقييم سلوكياتهم وتصرفاتهم المختلفة تحت معيار الحلال والحرام. وعلقت الملحم السؤال حول مدى تحول التطرف النسائي إلى ظاهرة في مجتمعنا، موضحة أنه لايمكن الإجابة جازمين سوى بطرح معطيات نقيس من خلالها ذلك، مقسمة التطرف في مجتمعنا إلى قسمين الأول: تطرف عام ساذج غير هادف يجيء نتيجة اندفاع عاطفي تفرضه اتجاهات ذاتية حول أفكار تستثير إعجاب الإنسان أو كراهيته، فيندفع معبرا عن ذلك بآراء أو مواقف متجاوزة حد الاعتدال، ولا يتجاوز هذا التطرف حد الالتزام الذاتي إلى الدعوة إليه، وأفادت أن النوع الثاني هو: «تطرف داع هادف يجيء نتيجة إدراك ومعاناة فكرية عميقة تجاه القضية يعبر عنه بسلوك أو أقوال تهدف إلى تحقيق أغراض معينة، وتوضع لها وسائل بغية الوصول إلى هذه الأهداف، والتي تخلص في فرض هذه الأفكار على المجتمع». وخلصت الملحم إلى أنه لايعني أن أكثرية النساء من المتطرفات ينسقن خلف النوع الأول أنه الأقل خطورة! فعلى على العكس من ذلك إذا عرفنا أن ذلك النوع هو الأكثر تقديما للدعم اللوجستي على مختلف أوجهه.