تبنى المشاركون في أنشطة المؤتمر العالمي الخليجي الثالث لداء السكري، «إعلان جدة» حول تقديم أفضل رعاية صحية لمرضى داء السكري، كأول إعلان إقليمي يبرز أهمية مشاركة المرضى في الخطة العلاجية والوقائية والرعاية الصحية المقدمة لهم، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة خفض حدوث السكري خليجيا 25 في المائة، في السنوات العشر المقبلة. ويأتي تبني «إعلان جدة» في ختام جلسات المؤتمر اليوم، الذي دعت إليه الشؤون الصحية في الحرس الوطني ممثلة في الشؤون الأكاديمية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، والجمعية السعودية لطب الأطفال. جهة مرجعية وأوضح ل «عكاظ» كل من: رئيس المجموعة الخليجية لدراسة السكري الدكتور عبدالرحمن الكواري، المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، رئيس لجنة الأبحاث في المجموعة الخليجية لدراسة داء السكري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله التويم، رئيس اللجنة العلمية المخصصة لأبحاث سكري الأطفال في المؤتمر الدكتور عبدالمعين الآغا، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور خالد بن عبدالله طيب، أن المؤتمر اعتمد مجموعة من التوصيات، وهي: المطالبة بإنشاء جهة مرجعية عالمية (هيئة أو منظمة أو وحدة إدارية أو ما شابه ذلك)، لتمكين مرضى داء السكري من الرعاية الصحية الملائمة لهم، تؤسس تحت مظلة الأممالمتحدة مع الدول الممثلة في الجمعية العامة، ومشاركة المنظمات الدولية بما فيها: مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، منظمة الصحة العالمية، البنك الدولي، الاتحاد الدولي للسكري، الجمعية الدولية لاقتصاديات الصحة، والمنظمات الأخرى المهتمة، على أن يكون لهذه الجهة مكاتب إقليمية تكون مسؤولة عن المهام التالية: إعداد قاعدة بيانات حول الوضع الحالي لوبائيات داء السكري، المؤشرات المسببة لعبء المراضة، تقديم المشورة والنصح للدول الأعضاء فيما يتعلق بجهودها لتخطيط البرامج الوطنية لترشيد الإنفاق على الرعاية والوقاية من السكري، المساعدة في إعداد السياسات التي تعزز الأساليب الصحية للحياة وتتعامل مع عوامل الاختطار الأخرى للسكري، تشكيل شبكة دولية لتعزيز موضوع تمكين مرضى داء السكري من الرعاية الصحية الملائمة، نشر حصائل البحوث والأنشطة الدولية في هذا المجال، جمع ونشر التجارب الناجحة في مجال رعاية مرضى داء السكري، ويطلب من الدول إيصال المعلومات الخاصة لرعاية المرضى لأعلى المستويات القيادية لزيادة الوعي، وضمان الإجراءات المالية وإجراءات الدعم الأخرى وتسهيل صدور السياسات والتشريعات ذات العلاقة. تكثيف الإنفاق وطالب المؤتمر العلمي جميع الدول تكثيف الإنفاق الوطني الحالي على رعاية مرضى السكري، والوقاية من المرض بنسبة تتماشى مع معدلات الحدوث الحالية للسكري في كل دولة، و «هذه الخطوة ستثبت فاعليتها مقارنة بالتكاليف، وتؤدي إلى التوفير في النفقات على المدى البعيد، وذلك نتيجة انخفاض معدلات حدوث السكري ومضاعفاته الخطيرة في المستقبل». معدلات المرض وحث المشاركون الدول على استخدام كافة الوسائل لخفض معدلات حدوث المرض بنسبة 25% في غضون عشر سنوات (2010 - 2020)، وتكامل معالجة ورعاية مرضى داء السكري ضمن أنشطة الرعاية الصحية الأولية من خلال تطبيق الاستراتيجيات الوطنية، والتصدي لمواجهة عوامل الاختطار على المستوى المجتمعي من خلال (صانعي القرار)، وتقديم بيئة داعمة تستند إلى إجراءات تشريعية، وتوعية الأفراد باتباع سلوكيات تؤيد الغذاء الصحي والامتناع عن التدخين ومزاولة النشاط البدني المنتظم. تعزيز الصحة وأوصى المؤتمر بتعزيز الصحة في مختلف المجالات المجتمعية والتوعوية والدينية والاقتصادية، مع التركيز على دور حماية صحة الأسرة والمجتمع عبر البدء في استخدام مدخل دورات الحياة الصحية لعوامل الأخطار منذ الطفولة، وتزويد مراكز العناية بمرضى السكري بدعاة مؤهلين شرعياً يوجهون روحيا لإحياء النفوس وعلاجها، وإيجاد آلية فعالة وميسرة لرصد البيانات حول انتشار عوامل الاخطار، والمعلومات اللازمة عن داء السكري، خصوصا لدى الأطفال واليافعين والنساء. مهمة وطنية ورأى المشاركون في المؤتمر «أن مكافحة داء السكري مهمة وطنية مشتركة، تقع مسؤوليتها على كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية منها والمجتمعية والأكاديمية، وتعزيز تبني الأدلة الإرشادية الحديثة للوقاية من داء السكري المعتمدة من المنظمات والهيئات العالمية ذات العلاقة، ودعم البحوث العلمية والعمل على إعداد بحث علمي خليجي موحد حول داء السكري يركز على الوبائيات، والعوامل السلوكية، ومدى تأثير البرامج المختلفة الموضوعة لتحسين وحماية صحة السكان، خصوصا الموجهة نحو الأطفال واليافعين والمرأة، وتفهم آليات الشيخوخة». وثيقة الوقاية وشدد المشاركون في المؤتمر على استخدام وثيقة منظمة الصحة العالمية «الوقاية من الأمراض المزمنة..استثمار حيوي» كإطار عام لتطبيق الاستراتيجيات الوطنية للمكافحة والوقاية من داء السكري، وتمكين المرضى والسكان والمجتمع من تفعيل الاستراتيجية العالمية للنظام الغذائي والنشاط البدني والصحة، والعمل على وضعها موضع التنفيذ.