خرج المنظمون والمشاركون في نهاية المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري بوثيقة (إعلان جدة للسكري) كوثيقة موحدة ومعتمدة من رئيس الاتحاد الدولي للسكري البروفيسور» جين كلاود منباينا» ومديرعام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجيين الدكتو توفيق بن أحمد خوجه ورئيس المجموعة الخليجية لدراسة داء السكري الدكتور عبد الرحمن بن سالم الكواري بالإضافة إلى رؤساء اللجان العلمية . أكد ذلك رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس لجنة الأبحاث بالمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله التويم وقال إن المؤتمر اختتم فعالياته بعد ظهر أمس بعد انتهاء الجلسات العلمية المخصصة لليوم الأخير التي حاضر فيها نخبة من الأساتذة المتحدثين المحليين والدوليين .. وأشار رئيس المؤتمر إلى أن الوثيقة تشتمل على عدد كبير من التوصيات الهامة التي ستسهم بشكل كبير في حالة تطبيقها في الحد من انتشار المرض في دول الخليج والتقليل من حجم المعاناة التي تعانيها المجتمعات السكانية في هذه المنطقة وكذلك خفض النفقات المالية الباهظة التي أصبحت تثقل كاهل الحكومات الخليجية سنوياً لارتفاع تكاليف العلاج لهذا الوباء الفتاك . ورأى المشاركون أن داء السكري يمثل عبئاً اقتصادياً هائلاً على كل المستويات بدءاً من الأفراد ومروراً بالأسر والمجتمعات إلى الدول وكافة الشعوب. وأنه الداء في دول مجلس التعاون وبعض المناطق الأخرى، يأخذ شكلاً وبائياً جعله يصبح هو المستهلك الأول لميزانيات الرعاية الصحية. مشيرين إلى أنه إذا ما استمر داء السكري بمعدلات الحدوث الحالية، فإن هذه الدول سوف تصل لمرحلة يتم فيها توجيه معظم الميزانيات الوطنية نحو رعاية مرضى السكري ومضاعفات المرض، وإن التكاليف غير المباشرة للسكري والتي تشمل فقدان العنصر البشري العامل والتكاليف الأخرى هي أعلى من التكاليف المباشرة لعلاج ورعاية مرضى السكر. موضحين أنه استناداً على أن الاستثمار في الوقاية من داء السكري هو استثمار في الوقاية من الأمراض غير المعدية الأخرى مثل الأمراض القلبية والوعائية وارتفاع الدهون في الدم والسمنة والسرطان، سيؤدي حتماً إلى تحسين وتفعيل مفهوم تعزيز الصحة بأبعادها المتعددة والكلية. ورأى المشاركون أن المتلازمة الاستقلابية الأيضية وداء السكري هي حالة متعددة العوامل وأن جميع عوامل الاخطار تنصب على المستوى الاجتماعي والشخصي... وتتضمن الصفات الرئيسية للصحة وعليه فقد أوصوا بعدم تعاطي التبغ بأنواعه وأشكاله المتعددة .، وممارسة نشاط بدني ملائم (30 دقيقة/خمس مرات أسبوعياً على الأقل).واتباع عادات غذائية صحية. والمحافظة على الوزن الطبيعي والحرص على عدم زيادة الوزن، والمحافظة على مستوى ضغط الدم بحيث لا يصل أو يزيد عن (140/90). وكوليسترول الدم أقل من 5 ملم/ لتير (190مج/دل). وأيض طبيعي للسكر.وتجنب التوتر النفسي الزائد. وذهبت التوصيات إلى أن عوامل الاختطار المصاحبة لخطر الأمراض المزمنة غير المعدية وفي مقدمتها داء السكري ارتفاع ضغط الدم ارتفاع السكر بالدم ارتفاع الكوليسترول بالدم زيادة الوزن/البدانة ، ولذلك فقد قرر المشاركون في المؤتمر تبني إعلان جدة حول تقديم أفضل رعاية صحية لمرضى داء السكري كأول إعلان إقليمي يؤكد على أهمية تمكين المرضى ومشاركتهم في الخطة العلاجية والوقائية والرعاية الصحية المقدمة لهم، وإعلان جدة لرعاية مرضى داء السكري. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى إنشاء جهة مرجعية عالمية (هيئة أو منظمة أو وحدة إدارية أو ما شابه ذلك) لتمكين مرضى داء السكري من الرعاية الصحية الملائمة لهم يتم تأسيسها تحت مظلة الأممالمتحدة مع الدول الممثلة في الجمعية العامة ومشاركة المنظمات الدولية بما فيها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومنظمة الصحة العالمية، البنك الدولي، الاتحاد الدولي للسكري(IDF)، والجمعية الدولية لاقتصاديات الصحة (IHEA) والمنظمات الأخرى المهتمة. وحث المؤتر على انه ينبغي لهذه الجهة أن يكون لديها مكاتب إقليمية تكون مسؤولة عن المهام التالية:إعداد قاعدة بيانات حول الوضع الحالي لوبائيات داء السكري والمؤشرات المسببة لعبء المراضة، وتقديم المشورة والنصح للدول الأعضاء فيما يتعلق بجهودها لتخطيط البرامج الوطنية لترشيد الإنفاق على الرعاية والوقاية من السكري، والمساعدة في إعداد السياسات التي تعزز الأساليب الصحية للحياة وتتعامل مع عوامل الاختطار الأخرى للسكري، وتشكيل شبكة دولية لتعزيز موضوع تمكين مرضى داء السكري من الرعاية الصحية الملائمة ونشر حصائل البحوث والأنشطة الدولية في هذا المجال، وجمع ونشر التجارب الناجحة في مجال رعاية مرضى داء السكري. ويطلب من الدول إيصال المعلومات الخاصة لرعاية مرضى داء السكري لأعلى المستويات القيادية لزيادة الوعي، وضمان الإجراءات المالية وإجراءات الدعم الأخرى وتسهيل صدور السياسات والتشريعات ذات العلاقة. ودع المشاركون جميع الدول لتكثيف الإنفاق الوطني الحالي على رعاية مرضى السكري والوقاية من المرض بنسبة تتماشى مع معدلات الحدوث الحالية للسكري في كل دولة، وهذه الخطوة سوف تثبت فاعليتها مقارنة بالتكاليف وتؤدي إلى التوفير في النفقات على المدى البعيد وذلك نتيجة انخفاض معدلات حدوث السكري ومضاعفاته الخطيرة في المستقبل. وأكد المؤتمرون على أهمية تنشيط الخطط والبرامج الوطنية لمجابهة السكري وإعطاء هذه البرامج أولوية عالية، داعين كل الدول إلى استخدام كافة الوسائل لخفض معدلات حدوث المرض بنسبة 25% في غضون عشر سنوات (2010 - 2020). وداعين أيضا إلى تكامل معالجة ورعاية مرضى داء السكري ضمن فعاليات الرعاية الصحية الأولية من خلال تطبيق الاستراتيجيات الوطنية. وكذلك التصدي لمواجهة عوامل الاختطار على المستوى المجتمعي بواسطة: صانعي القرار .. من خلال تقديم بيئة داعمة تستند إلى إجراءات تشريعية، والأفراد .. من خلال إتباع سلوكيات تؤيد الغذاء الصحي والامتناع عن التدخين ومزاولة النشاط البدني المنتظم، والمهنيين الصحيين .. من خلال التوعية والتعرف والمعالجة للأفراد المعرضين للخطر. كما دعوا إلى العمل على تعزيز سياسات تمكين مرضى داء السكري في مجالات الرعاية الصحية المقدمة بشكل تكاملي مع كافة أطر النظم الصحية المعمول بها والخطط الاستراتيجية الوطنية الهادفة لتعزيز الصحة في مختلف المجالات المجتمعية والتوعوية والدينية والاقتصادية مع التركيز على دور حماية صحة الأسرة والمجتمع من خلال: البدء في استخدام مدخل دورات الحياة الصحية لعوامل الاختطار منذ الطفولة ، وتزويد مراكز العناية بمرضى السكري دعاة مؤهلين شرعياً يقومون بالتوجيه الروحي لإحياء النفوس وعلاجها.، وإيجاد آلية فعالة وميسرة لرصد البيانات حول انتشار عوامل الاخطار والمعلومات اللازمة عن داء السكري وخاصة لدى الأطفال واليافعين والنساء، والعمل على سن القوانين والتشريعات المعززة لصحة مرضى داء السكري ضمن أطر تعزيز الصحة، وتوجيه برامج تعزيز الصحة إلى تغيير الاتجاهات واكتساب المهارات اللازمة لتعديل السلوكيات غير صحية ودمجها ضمن المناهج المدرسية ورصد الفعاليات ونتائجها، وإعداد برامج توعوية لتأهيل الكوادر في مجال تعزيز الصحة لضمان نشر الوعي الصحي في المجتمع.، وتوظيف وسائل الإعلام وحشد كافة الجهود من أجل تحقيق ذلك وخاصة الموجهة للشباب والفتيات في المدارس والكليات والمعاهد والتأكيد على أن مكافحة داء السكري هي مهمة وطنية مشتركة تقع مسئوليتها على كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ودعوا إلى تعزيز تبني الأدلة الإرشادية الحديثة للوقاية من داء السكري المعتمدة من المنظمات والهيئات العالمية ذات العلاقة... ويشتمل هذا التعزيز على: الترجمة إلى اللغة العربية - المواءمة مع المتطلبات والمعايير والإحصائيات الوطنية والمحلية، وبما يتناسب مع النظم الصحية والممارسة المهنية السائدة. ودعا إلى دعم البحوث العلمية والعمل على إعداد بحث علمي خليجي موّحد حول داء السكري يركز على الوبائيات والعوامل السلوكية ومدى تأثير البرامج المختلفة الموضوعة لتحسين وحماية صحة السكان... وخاصة الموجهة نحو الأطفال واليافعين والمرأة، وتفهم آليات الشيخوخة. وكذلك إلى استخدام وثيقة منظمة الصحة العالمية "الوقاية من الأمراض المزمنة..استثمار حيوي" كإطار عام لتطبيق الاستراتيجيات الوطنية للمكافحة والوقاية من داء السكري. وحثوا على تمكين المرضى والسكان والمجتمع من تفعيل "الاستراتيجية العالمية للنظام الغذائي والنشاط البدني والصحة" والعمل على وضعها موضع التنفيذ. ودعا المؤتمر كافة الدول الأعضاء والمنظمات المشاركة للاجتماع سنوياً لتبادل الخبرات وتقديم أفضل الممارسات والنماذج ومراجعة التقدم المحرز حول الأنشطة المخطط لها في مجالات رعاية مرضى داء السكري. وطالبوا من مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج العربي إلى أن يوجه نظر الدول الأعضاء في مجلس التعاون والمنظمات المشاركة والمنظمات الأخرى مثل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية لهذا الإعلان.