دعا المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري الذى أنهى اجتماعاته أمس بجده إلى إنشاء جهة مرجعية عالمية لتمكين مرضى داء السكري من الحصول على الرعاية الصحية الملائمة لهم يتم تأسيسها تحت مظلة الأممالمتحدة مع الدول الممثلة في الجمعية العامة ومشاركة المنظمات الدولية بما فيها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي و الإتحاد الدولي للسكري(IDF)، والجمعية الدولية لاقتصاديات الصحة (IHEA) والمنظمات الأخرى المهتمة. وأكد المؤتمر ضرورة أن يكون للجهة مكاتب مسئولة عن إعداد قاعدة بيانات حول الوضع الحالي لوبائيات داء السكري والمؤشرات المسببة لعبء المراضة، وتقديم المشورة والنصح للدول الأعضاء فيما يتعلق بجهودها لتخطيط البرامج الوطنية لترشيد الإنفاق على الرعاية والوقاية من السكري والمساعدة في إعداد السياسات التي تعزز الأساليب الصحية للحياة وتتعامل مع عوامل الاختطار الأخرى للسكري. وكذلك تشكيل شبكة دولية لتعزيز موضوع تمكين مرضى داء السكري من الرعاية الصحية الملائمة ونشر نتائج البحوث والأنشطة الدولية في هذا المجال، بالاضافة الى جمع ونشر التجارب الناجحة في مجال رعاية مرضى داء السكري، وأيضا الطلب من الدول إيصال المعلومات الخاصة لرعاية مرضى داء السكري لأعلى المستويات القيادية لزيادة الوعي، وضمان الإجراءات المالية وإجراءات الدعم الأخرى وتسهيل صدور السياسات والتشريعات ذات العلاقة. كما دعا المؤتمر الذي نظمته الشؤون الصحية بالحرس الوطني - مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي والجمعية السعودية لطب الأطفال فى ختام أعماله جميع الدول لتكثيف الإنفاق الوطني الحالي على رعاية مرضى السكري والوقاية من المرض بنسبة تتماشى مع معدلات الحدوث الحالية للسكري في كل دولة، وهذه الخطوة سوف تثبت فاعليتها مقارنة بالتكاليف وتؤدي إلى التوفير في النفقات على المدى البعيد وذلك نتيجة انخفاض معدلات حدوث السكري ومضاعفاته الخطيرة في المستقبل. واكد المؤتمرون أهمية تنشيط الخطط والبرامج الوطنية لمجابهة السكري وإعطاء هذه البرامج أولوية عالية،داعين كل الدول إلى استخدام كل الوسائل لخفض معدلات حدوث المرض بنسبة 25% في غضون العشر سنوات القادمة (2010 - 2020)بإذن الله. وحث المشاركون على تكامل معالجة ورعاية مرضى داء السكري ضمن فعاليات الرعاية الصحية الأولية من خلال تطبيق الاستراتيجيات الوطنية، والتصدي لمواجهة عوامل الاختطار على المستوى المجتمعي بواسطة صانعي القرار .. من خلال تقديم بيئة داعمة تستند إلى إجراءات تشريعية، والأفراد .. من خلال إتباع سلوكيات تؤيد الغذاء الصحي والامتناع عن التدخين ومزاولة النشاط البدني المنتظم. واكد المشاركون ضرورة العمل على تعزيز سياسات تمكين مرضى داء السكري في مجالات الرعاية الصحية المقدمة بشكل تكاملي مع كافة أطر النظم الصحية المعمول بها والخطط الإستراتجية الوطنية الهادفة لتعزيز الصحة في مختلف المجالات المجتمعية والتوعوية والدينية والاقتصادية مع التركيز على دور حماية صحة الأسرة والمجتمع من خلال البدء في استخدام مدخل دورات الحياة الصحية لعوامل الاختطار منذ الطفولة،وتزويد مراكز العناية بمرضى السكري دعاة مؤهلين شرعياً يقومون بالتوجيه الروحي لإحياء النفوس وعلاجها. كما أكدوا أهمية إيجاد آلية فعالة وميسرة لرصد البيانات حول انتشار عوامل الاختطار والمعلومات اللازمة عن داء السكري وخاصة لدى الأطفال واليافعين والنساء. والعمل على سن القوانين والتشريعات المعززة لصحة مرضى داء السكري ضمن أطر تعزيز الصحة، وتوجيه برامج تعزيز الصحة إلى تغيير الاتجاهات واكتساب المهارات اللازمة لتعديل السلوكيات غير الصحية ودمجها ضمن المناهج المدرسية ورصد الفعاليات ونتائجها ،وإعداد برامج توعوية لتأهيل الكوادر في مجال تعزيز الصحة لضمان نشر الوعي الصحي في المجتمع، بالاضافة الى توظيف وسائل الإعلام وحشد جميع الجهود من أجل تحقيق ذلك وخاصة الموجهة للشباب والفتيات في المدارس والكليات والمعاهد. والتأكيد على أن مكافحة داء السكري هي مهمة وطنية مشتركة تقع مسئوليتها على كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية منها والمجتمعية والأكاديمية، وتعزيز تبني الأدلة الإرشادية الحديثة للوقاية من داء السكري المعتمدة من المنظمات والهيئات العالمية ذات العلاقة... ويشتمل هذا التعزيز على: الترجمة إلى اللغة العربية - المواءمة مع المتطلبات والمعايير والإحصائيات الوطنية والمحلية، وبما يتناسب مع النظم الصحية والممارسة المهنية السائدة، الى جانب التأكيد على اهمية دعم البحوث العلمية والعمل على إعداد بحث علمي خليجي موحد حول داء السكري يركز على الوبائيات والعوامل السلوكية ومدى تأثير البرامج المختلفة الموضوعة لتحسين وحماية صحة السكان... وخاصة الموجهة نحو الأطفال واليافعين والمرأة، وتفهم آليات الشيخوخة، واستخدام وثيقة منظمة الصحة العالمية "الوقاية من الأمراض المزمنة..استثمار حيوي" كإطار عام لتطبيق الاستراتيجيات الوطنية للمكافحة والوقاية من داء السكري، وتمكين المرضى والسكان والمجتمع من تفعيل "الاستراتيجية العالمية للنظام الغذائي والنشاط البدني والصحة" والعمل على وضعها موضع التنفيذ. ودعا المؤتمر الدول الأعضاء والمنظمات المشاركة للاجتماع سنويّاً لتبادل الخبرات وتقديم أفضل التطبيقات والنماذج ومراجعة التقدم المحرز حول الأنشطة المخطط لها في مجالات رعاية مرضى داء السكري.