أعفى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي أحمد بن حامد المساعد من عضوية النادي، وكلف نائب رئيس النادي حسن محمد الزهراني بإدارة النادي، ريثما يجتمع مجلس الإدارة وينتخب رئيسا جديدا له. وقال وزير الثقافة والإعلام ل «عكاظ» فور صدور قرار الإعفاء: «الوزارة مرجع الأندية الأدبية، وما يخرج منها يجب أن يكون قدوة». ورأى خوجة «أن الأندية الأدبية تمثل قمة التقاء المثقفين والمبدعين، ويجب أن لا يخرج منها إلا ما يكون قدوة للمجتمع من فكر وأدب وثقافة يتطلع إليه كل محب للأدب والثقافة». وأشار إلى أن وزارة الثقافة والإعلام «هي المرجع الرئيس الأول لجميع الأندية، ومن المفروض أن تكون هناك مراعاة لهذا التنظيم الإداري في أي خلل يحدث في النادي». وجاء قرار الوزير خوجة (الذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه) على ضوء الإشكاليات التي حصلت أخيرا في النادي، التي «لا تليق بمستوى الأندية الأدبية ومثقفيها، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة». وطالب خوجة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ومدير عام الشؤون الإدارية والمالية تنفيذ القرار كل فيما يخصه. ونص الخطاب الذي وجهه خوجة لوكيل الوزارة للشؤون الثفافية: «إن وزير الثقافة والإعلام بناء على الصلاحيات المخولة، بناء على تقرير اللجنة التي أمرنا بتشكيلها برئاسة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية المكلف، التي أوصت بإعفاء رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي الأستاذ أحمد بن حامد المساعد من منصبه، وذلك على ضوء الإشكاليات التي حصلت أخيرا في النادي، والتي لا تليق بمستوى الأندية الأدبية ومثقفيها، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، يقرر ما يلي: أولا: يعفى رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي أحمد بن حامد المساعد من عضوية النادي. ثانيا: تكليف نائب رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي حسن محمد الزهراني بإدارة النادي، ريثما يتم اجتماع مجلس الإدارة وانتخاب رئيس للنادي. ثالثا: على وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ومدير عام الشؤون الإدارية والمالية، تنفيذ قرارنا هذا كل فيما يخصه».
كلف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة نائب رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي حسن محمد الزهراني بإدارة شؤون النادي، ريثما ينتخب رئيسا جديد للنادي. والشاعر حسن الزهراني من مواليد قرية القسمة في الباحة، حاصل على بكالوريوس قسم جغرافيا تربوي، ودبلوم في الإدارة. صدر له 12 ديوانا شعريا، وهو عضو في: رابطة الأدب الإسلامي، جمعية الثقافة والفنون في الباحة، والجمعية العلمية السعودية للأدب السعودي. فاز ديوانه (فيض المشاعر) في عام 1412ه بجائزة أبها الأدبية. واختيرت قصيدته (قبلة في جبين الوطن) لتدريسها في منهج النصوص للصف الثالث متوسط. وله مشاركات عدة في ملتقيات أدبية وشعرية داخل وخارج المملكة. ومن دواوينه: «أنت الحب، فيض المشاعر عام، صدى الأشجان، ريشة من جناح الذل، قبلة في جبين القبلة، تماثل، قطاف الشغاف، أوصاب السحاب، عرى الوهم، أنا.. هم».
أوضح ل «عكاظ» وكيل وزارة الثقافة والإعلام المكلف بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبد الله الجاسر «أن القرار الذي اتخذه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لم يكن قرارا سريعا أو مفاجئا». وقال الجاسر: «الوزير شكل لجنة تحقيق برئاستي، وهذه اللجنة طلبت إفادة مكتوبة من رئيس وأعضاء نادي الباحة الأدبي، إضافة إلى الإطلاع على شريط الأمسية المرئي، ورأت أن هناك تجاوزا نظاميا في القضية، إضافة إلى وجود أخطاء أخرى ارتكبت في هذه القضية من رئيس النادي». وتابع: «وبناء على ذلك، قدم تقرير موقع من جميع أعضاء اللجنة، رفع للوزير متضمنا حيثيات القضية منذ بدايتها، والتجاوزات النظامية والأدبية التي لا تنسجم مع الواقع، وتفسير الأمور بطريقة أحادية، وعلى ضوء ذلك اتخذ وزير الثقافة والإعلام هذا القرار». وأفاد الجاسر «أن وزارة الثقافة والإعلام، وبتوجيه من وزيرها، تسعى إلى حفظ حقوق الأديب والمفكر والمثقف السعودي الإنسانية، ولا تسمح إطلاقا أن يتعرض أي كاتب أو مثقف أو إعلامي لأي نوع من الإهانة»، مؤكدا أن «هذه البلاد منذ أن أسست على يد الملك عبد العزيز، ومن ثم أبنائه من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ترعى وتحمي المثقفين والأدباء والمفكرين والعلماء، وتحفظ كرامتهم وحقوقهم، ولا تسمح بأي تجاوزات من أي كان أن تطالهم، إلا فيما يُخل بالأنظمة المعمول بها في الدولة، وتاليا، المثقفون لهم حقوق، وعليهم واجبات».
علق الدكتور علي الرباعي على قرار إعفاء رئيس نادي الباحة من منصبه، بالقول: «قرار وزير الثقافة جاء مصدقا لما كنت أؤمن به، إننا أمام وزير حريص على كرامة المثقفين، وحريص كذلك على إدارة الثقافة بأسلوب مثالي راق لا تعرفه الأهواء والنزاعات الشخصية للأخطاء»، معتبرا «أن هذا القرار درس لئلا تتكرر المشكلة في ناد آخر». وأبدى الرباعي ل «عكاظ» في اتصال هاتفي، عدم استغرابه من أمر قرار الوزير، الذي عرف بدعمه للثقافة والمثقفين وحفاظه على حقوقهم. وقال: «بعد هذا القرار لست نادما على أن أكون مثقفا في بلد يحترم الثقافة والمثقفين، ولعلي أوصى نفسي وأصدقائي والقائمين على الأندية الأدبية بأن يتخذوا من هذا القرار درسا، بحيث لا تتكرر المشكلة في ناد آخر بشكل أو بآخر». وتوجه الرباعي في ختام كلامه للوزير خوجة: «أقول للوزير شكرا، حتى وإن كان لا يحتاج مني هذا الشكر، أقول له شكرا نيابة عن المثقفات والمثقفين عموما». وشكر الرباعي أيضا وكيل الوزارة للشؤون الثقافية المكلف الدكتور عبد الله الجاسر، وأعضاء اللجنة التي نظرت في قضيته مع رئيس نادي الباحة الأدبي أخيرا، وكانت «عكاظ» قد نشرت تفاصيلها وتداعياتها تباعا هذا الأسبوع، والأسبوع الماضي.