إقحام التقنية في صلب العمل المدرسي يبدو اليوم حاجة ملحة لاعتبارات عدة من بينها أن ثقافة الجيل الحالي تقنية بامتياز وكذلك لأن مثل هذه الأفكار تفيد من التقنية وتسخرها لمصلحة العمل التربوي. هنا لو نظرنا للواقع التربوي سنجد أن النظام المدرسي يجرم استخدام الجوال داخل فناء المدرسة ويعتبر إدخال الجوال إلى المدرسة مخالفة وهذا الواقع غير صحي لأن الطالب يتعامل مع هذه التقنية خارج المدرسة بل هي له ضرورة حياتية ولهذا التنظيم القائم سيئاته، على مستوى النظرة للمدرسة التي تعاقبه على استخدام ما يسمح به الدين والمجتمع كالجوال وتطبيقاته، الرسائل النصية والوسائط المتعددة وملحقاته كالكاميرا والبلوتوث ونحوها وتبدو مهمة الأنظمة التربوية مهمة جدا في ابتكار برامج من شأنها الإسهام في دخول هذه التقنيات كوسيط تربوي فاعل ماذا لو استحدثت المدرسة مسابقة في كتابة الرسائل النصية الهادفة sms بين الفصول الدراسية وفق جدول محدد بعدد من الأسابيع مثلاً وإحضار عدد من الجوالات من نوع واحد لإتاحة مبدأ تكافؤ الفرص بين المتسابقين وطلب من الطلاب التدرب على كتابة الرسائل لفترة تسبق موعد المسابقة حتى يعتادوا عليها ثم يتم جمع الطلاب عبر حصة النشاط في إحدى الباحات وجهزت شاشة عرض تعرض عبارات مختلفة توعوية وتثقيفية ومعلومات عامة على أن يشارك في المسابقة كل الفصول ويتم افتتاح المسابقة بحفل يحضره بعض المسؤولين ثم تبدأ فعاليات المسابقة بأن يكتب المشارك العبارة كاملة دون أخطاء وبعلامات الترقيم على الشاشة ثم يرسلها إلى رقم جوال تم الإعلان عنه سابقاً وأسرع رسالة تصل إليه ستكون الفائزة ويترشح الطالب إلى المرحلة الثانية حتى يتحدد الفريق الفائز على مستوى المدرسة ثم يتم ترشيحه للمشاركة في مسابقة كتابة الرسائل النصية على مستوى الإدارة هذه المسابقة من -وجهة نظري - ستكون حدثاً لأنها تتقاطع مع ثقافة الجيل وسيقبلون عليها بشغف ثم أنها ستسهم كثيراً في رفع مهارات القراءة والإملاء والكتابة وسرعتها هذا فضلاً عن جاذبية المسابقة وجدتها. الملاحظ أن مسابقات الرسائل هي إحدى المسابقات التي تحفل بالكثير من الاهتمام ولها مسابقاتها وجوائزها، فقط هنا ستتحول الأدوات والوسائط نحو وسيط تقني حديث فعوضا عن الورقة ستأتي الشاشة وعوضا عن القلم ستحل لوحة الأحرف، وفي المراحل المتقدمة قد يطلب من الطالب الكتابة عن موضوع ما يظهر أمامه على الشاشة فيتعود على التكثيف والإيجاز وهنا تبدو مهمة المدارس وإداراتها دقيقة جداً في المواءمة بين نظمها القائمة وبين مستجدات التقنية لأنها تؤسس للمستقبل والغد وهذا يحتم عليها أن تكون في سباق مع الواقع متشربة لكل الوسائط وتعمل على تطويعها لخدمة الواقع التربوي تستبصر كل الطرائق وتعتنق كل الحلول غير التقليدية التي من شأنها خلق واقع مبهج لمدارسنا. ناصر بن محمد العُمري مشرف تربوي المخواة