في بادرة جديدة على الساحه التعليمية أطلق معلمو ومعلمات المملكة العربية السعودية مؤخراً عبر(( قناة الصحراء الفضائية ))بالتعاون مع ((ملتقى المعلمين والمعلمات)) ((حملة كبرى)) وتم تجسيدها من خلال ((مقطع فيديو كليب ))بقصيدة للشاعر منصور الرياحي وقام بأدآئها على شكل شيلة عضو الموقع الأستاذ ناصر السبيعي تحت عنوان ( نداء لملك الإنسانية ) وهذه البادرة تأتي ضمن سلسلة طويلة من المطالبات التي بدأت قبل مدة ليست بالقصيرة -وخصوصا في موضوع المستويات المستحقة والفروقات - سواء من خلال مطالبات المعلمين التي أتخذت أشكالا تبدو جديدة على مستوى الممارسة الحقوقية ((توكيل محامين)) إيجاد ((مواقع ألكترونية)) و ((منتديات)) لكسب تأييد مناصرين جدد و((تشكيل لجان إعلامية)) ويلاحظ هنا أن كل مابين القوسين أعلاه هي مفردات جديدة وممارسات حديثة على مجتمعاتنا الوظيفية والمهنية وتعطي مؤشر على أن هناك وعي حقوقي ووعي تقني ونضج في طريقة التعبير عن عدم الرضا -حتى وإن صاحبها رفع وتيرة لهجة الخطابات التصريحات الموجهة ضد وزارتهم أحياناً -وإنتهاءُ بالتحول نحو الميديا الحديثة وإنتاج ((فيديو كليب)) يوصل رسالتهم إلى ((خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله)) وهذه الممارسات التي بدأت تتخذ شكل ((التكتلات)) أو ((الإئتلاف))ثم تكوين ((لجنة إعلامية)) وإطلاق ((منتدى الكتروني)) ثم تبني ((عدة حملات)) منها ماهو على ((الشبكة العنكبوتية)) ومنها ما هو عبر ((الفضاء)) ثم التحول نحو ((الإنتاج الفني)) وإستثمار الإمكانات التي تتيحها هذه الوسائط كل هذا هو في حقيقته مؤشر صارخ على أن المعلمين والمعلمات بدأوا يستوعبون تماماً مدى تأثير مثل هذه الوسائط والممارسات ودليل على إيمانهم بها رغم كونها مفردات جديدة لم يسبق أن أستغلت بشكل جاد ومنظم وبشكل مؤسسي في المجال التربوي تحديداً ،، ولأن من حق هؤلاء المعلمين الحصول على مستحقاتهم المالية والوظيفية فأني هنا لا أرى غضاضة في أن يسلكوا كل السبل التي توصلهم لحقوقهم بأسلوب ناضج وواعي وإحترافي وما فعلوه هو حق مشروع لهم -من وجهة نظري- وإن كنا هنا نتمنى لوتم طي صفحة هذا الملف بأسرع وقت ممكن لتخفيف تبعاته حتى لو عبر تسوية ترضي جميع الأطراف لأنه ليس من ((صالح التربية والتعليم )) إنشغال المعلم عن مهمته الإساسية((المتمثلة في التفرغ التام لمهام التربية )) بأي موضوع آخر ،، ولاشك أن توجه المعلمين نحو هذه الوسائل يعني أولاً أيمانهم بتأثيرها كما أنه يعني أهميتها وسيادتها وأن المعلمين لديهم القدرة على بناء الأطر النظرية لتلك الممارسات كما يعطينا تأكيداًعلى أن المعلم لديه القدرة على إبتكار وإنتاج وسائل ووسائط متجددة تتوافق وطبيعة العصر وتفيد من تقنياته وبطبيعة الحال فأنه بدهي القول أن المعلمين يلمون تماماً بأسرار وطرائق إنتاج تلك الوسائط وأبرزها هنا ((الفيديو كليب )) ولأن من أبسط حقوقهم كما أشرنا سلفاً المطالبة بمستوياتهم الوظيفية وحقوقهم المادية فأنه في المقابل عليهم واجب وحق تجاه أبنائهم الطلاب ومن أوكلت إليهم مهمة تربيتهم فمطلوب من المعلمين أن يورثوها لأبناءهم الطلاب فيربوا الجيل على أن يعي حقوقه ويعرف واجباته . كما يجب أن لايثير المعلمون ماقد تسفر عنه تلك الممارسات من ((مطالبات من قبل أبنائهم الطلاب)) بأن يكون هناك تحول جذري في طرق التعامل وطرق التربية ووسائط التعليم . وأن عليهم أن يستخدموا ذات الوسائط في تربيتهم وتعليمهم ،، ومن حق الطالب أن يجتهد معلمه في إستخدام ((الفيديو كليب)) أو ((الموقع الإلكتروني)) كوسيط تعليمي ومن حق الطالب أن تتحول الكثير من الدروس والموضوعات إلى ممارسات تتخذ من المجموعات الطلابية أساساً لها ومن إطلاق الحملات المختلفةمرتكزاً لتحقيق غايات تربوية معينة فتتحول المدرسة إلى خلية نحل وميدان عمل جماعي تفيد من المشاريع المختلفة((كالإنتخابات الطلابية)) و ((اللجان الطلابية)) و((المجالس الشورية)) وعبر ((حملات إعلامية هادفة)) تمارس داخل المدارس بنضج تربوي ويكون الطالب فيها هو المخطط والمنفذ ولم يعد لدى المعلمين عذر بعد أن أثبتوا إلماماً ووعي كبيرين بطرائق ممارسة تلك الطرائق الهادفة ،، كما أن الأخوة المعلمين في ظل هذا الواقع مطلوب منهم أن يفيدوا من تقنية ((إنتاج الفيديو كليب)) في تصميم دروس عبر هذه التقنية بعد أن عرفوا أهميتها بل مطلوب منهم التحول نحو ((الفيلم التربوي والعرض المرئي والفيديو كليب الهادف والرسوم المتحركة وصورالبعد الثلاثي والأنمنشن كوسائط تحمل رسائل تربوية ومضامين تعليمية وعلمية)) بل بات لزاماً وحقاً مشروعاً لطلابهم عليهم أن يدربوهم على إنتاج تلك الوسائط وأن يحظوا بتعليم متجدد عبرها ، وفي ظل هذا التوجه الذي سنه الأخوة المعلمين فأن جعل هذه الوسائط الحديثة وسيلة تعليمية تحمل المعلومة وتقدمها للطالب يبدو واجب تربوي وإلتزام أخلاقي حيث لم يعد مقبولاً منهم أن يتبعوا ذات الأسلوب القديم الذي يكتفي فيه المعلم بالكلمة المنطوقة والمكتوبة وإستعراض مادة الدرس عبر الكتاب الورقي لأنه ثبت لديهم عظيم أثرهذه((الملتي ميديا الحديثة)) بدليل هذه الخطوة التي أبتدعوها وعدم إكتفائهم بالعرائض المكتوبة والمقابلات المباشرة للمسؤول والحديث إليه ،هنا يجب أن لا نخفي بهجتنا بأن ((هذاالجيل من المعلمين)) بكل أمانة وصدق قادر على معايشة العصر والإفادة من وسائطه وتقنياته وإبتداع ممارسات وإبتكار أساليب حديثة ويملك من الفكر الحديث مايؤهله لأن يقتحم عوالم جديدة بل وتطويعها لمصلحة مايفكر فيه ويؤمن به فيها فقط متى أقتنع بأنه ((يملك القدرة)) ومتى وقر في نفسه أنه ((يجب عليه أن يأتي بجديد)) وأنه لزاماً التحول إلى قيم العصر ومعطياته وأن عليه تطويع ماحوله لخدمة رسالته التربوية وهذا مايجب أن يلتفت إليه المعلم نفسه ومايجب أن يُزرع فيه بكل الوسائل لأن معلم اليوم يؤدي مهمته العظيمة وسط متغيرات عدة وتحولات جذرية على مختلف الأصعدة ،،