انتشلت فرق البحث أمس أشلاء جثة من شرق جدة، غير أنه لم يعرف إن كانت تعود لأحد الغرقى في سيول الثامن من ذي الحجة الماضي أو أنها سحبت من مقبرة الحرازات التي جرفت السيول بعض جثثها. وكانت فرق البحث انتشلت قبل نحو أسبوع جثة مماثلة من بحيرة الصواعد، وبحسب مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي فإن المعاينة الأولية أشارت إلى أنها جرفت من مقبرة الحرازات. وقال الجداوي ل «عكاظ» إن أعمال البحث تتواصل في بحيرة الصواعد وتم شفط كميات كبيرة من المياه المتجمعة داخلها وسيتم مضاعفة الجهد خلال الأيام المقبلة. وأكد التعرف على هوية جثتين كانتا في ثلاجة الطب الشرعي، واتضح أنها تعود إلى أسرة العتيبي التي فقدت سبعة من أفرادها، والجثتان هما الطفل صايل العتيبي وشقيقته الهنوف، وبذلك ارتفع عدد المتوفين في كارثة جدة إلى 123 شخصا. وفي نفس الشأن، قال مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة في محافظة جدة العميد محمد القرني إن أعمال لجان الحصر وتقدير التعويضات للمنازل مستمرة ولم يتبق سوى 1000 منزل فقط، مشيرا إلى أن عدد العقارات المتضررة بلغ 11799 وتم فحص وتقدير أكثر من 10785 منزلا وسيتم الانتهاء من البقية خلال الأيام القليلة المقبلة. وأوضح أن ذلك يعقبه أعمال حصر المركبات وعددها 10913 مركبة، لافتا إلى أن عملية حصرها ستكون أسهل من العقارات كونها في مواقع معروفة وتم تسجيل كافة بياناتها في الحاسب الآلي وهو ما سيسهل عملية الحصر. وعقب الانتهاء من حصر العقارات والحديث للقرني سترفع النتائج إلى الجهات المختصة لتقدير التعويضات ومن ثم إقرار المبالغ وصرفها، مشددا على أنه لا يمكن تقدير أي تعويضات حاليا إلا بعد الانتهاء من رفع كافة البيانات. وحول أعمال الإيواء للأسر المتضررة، أشار القرني إلى أنها متواصلة حتى نهاية الأسبوع الحالي، وعقب ذلك سيتم وضع آلية للإسكان تشمل المنازل غير المؤهلة للسكن والتي تضررت إنشائيا من جراء السيول. وأكد أن جميع المنازل التي لم يراجع أصحابها لجان الكشف على المنازل، ستعد جاهزة للسكن وسيتم إدارجها ضمن القوائم الجاهزة وسيتم على الفور إيقاف إسكانهم لأنهم لم يراجعوا اللجان منذ بداية وقوع الحادثة، «ورغم أنه تم منحهم أسبوعين من قبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة والذي أرجأ عودة السكان إلى منازلهم لظروف الاختبارات ولكن لم يستثمر البعض تلك الفرصة». وأضاف أن فرق المعاينة تواصل زيارتها إلى جميع المنازل المتضررة وذلك للتأكد من توفر كافة سبل الراحة في المنازل من كهرباء ومياه، بالإضافة إلى تأثيث المنزل وفرشه وسيتم صرف الإعانات المخصصة لهم. وبخصوص أصحاب المنازل التي ثبت أنها غير مؤهلة لعودة ساكنيها سيبقون في مواقع إيوائهم حتى يتم توفير جميع المتطلبات لهم. وحول تخفيض أعداد الفرق الميدانية والأفراد المنظمين لعمليات البحث في جدة، أعلن العميد القرني أن نهاية الشهر الهجري الحالي ستشهد عملية تقييم للمرحلة السابقة والمستقبلية لأعمال فرق الدفاع المدني في المنطقة، وعلى ضوئها سيتم اتخاذ الإجراء المناسب والآلية التي ستعمل الفرق عليها خلال المرحلة المقبلة.