يصر وكلاء الجامعات وعمداء كلياتها حين يتحدثون عن التطوير الجامعي، على الحديث عن المبنى «ج» الواسع والمبنى «أ» المطل على حديقة خضراء وعن صالات الألعاب الرياضية المجهزة بأحدث الموجود في السوق والمطعم الفاخر الذي يقدم وجبة ب«ريالين» تقديرا لظروف الطالب، وكأن الجامعة بنيت لتكون: طوب ومطعم ومواقف سيارات ومدرجات للاحتفالات والمحاضرات التوعوية. لا أحد يريد الحديث عن جودة المناهج وحداثتها وعن حق الطالب الجامعي وعن صندوقه «أبو عشرة ريال» الذي لا يعلم حاله إلا الله. ثم إذا فشل الطلاب في الحصول على كلمة واحدة من قيادات الصف الثاني في الجامعات، تشرح لهم مصطلح «التطوير» بالاسم والفعل، فإنهم ينتظرون إلى نهاية العام ليستمعوا إلى كلمات مديري الجامعات في احتفالات التخرج السنوية علهم يخرجون من أحد معاليهم بمفهوم لرؤية التطوير وأهداف جامعته في السنوات التي تليها، ولكنهم وللأسف لا يسمعون إلا عن عدد الطلاب الذين (تفخر) الجامعات بتخريجهم، وعن زيادة المقاعد واستحداث مبان وأشياء أخرى لا علاقة لها بالموضوع. فهل يعرف أحدكم ما هو التطوير الجامعي الذي يبحث عنه الطالب؟ في رقبتي أمانة معلقة منذ بضعة أشهر لكتابة «معروض» باسم بعض الطلاب إلى من يرى أن الأمر يهمه. اليوم سأكتب عما يريدونه في «كم» سطر، فقد يصل سطر منها على الأقل ويفهم المدير والوكيل والعميد أن التطوير ليس مبنى، بل منهج ومضمون: «السلام عليكم، نعرف أنه لا يسمع منا كثير عندكم لسبب يتعلق بالتهور الملتصق بنا في داخلكم أو ما شابه ذلك. ولكن اسمحوا لنا أن نقول لكم كلمتين فقط عما نريده: نحن نهتم كثيرا باتساع المباني وأناقتها ووفرة المواقف لسياراتنا ونشكركم على ذلك، ولكن صدقونا سنكون فرحين ومنشرحين أكثر لو نظرتم في حال المناهج التي لم يتغير معظمهما منذ ولادتها ولسبب لا نعرفه. سنفرح كثيرا لو نظرتم في حال طرق التدريس التي لا تريد أن تتغير هي أيضا. انظروا في حالنا مع بعض أنظمتكم وقوانينكم، وأعطونا حقوقنا واضمنوها لنا، كما نحن اليوم ملتزمون بقوانينكم وإن كانت تتغير كل يوم وعلى حسب المزاج. نحن لا نسمع من المبتعث حين يعود، وصفا لجماليات المباني واتساع الحرم الجامعي في الخارج، نسمعه يتحدث فقط عن إخلاص في التعليم والتدريب، وعن احترام للطالب الجامعي وحقوقه ونسمعه يتحدث كثيرا عن شيء اسمه (دعم مبادرات وبحوث الطالب الجامعي).. هذا ما نريده، وهذا علمنا وسلامتكم». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245مسافة ثم الرسالة