إنجازات كثيرة يحققها السعوديون في شتى المجالات والمحافل سواء كانت عربية أو اقليمية أو دولية، وجميعها تعود صناعتها إلى أيدي أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء الذين رفعوا رايته خفاقة أمام دول العالم، ولايكاد يمر يوم واحد حتى نسمع عن انجاز سعودي جديد، والطالب فيصل بن سعيد السبتي واحد من تلك النماذج المضيئة، فرغم صغر سنه استطاع ان يشغل منصب مساعد مدير جامعة جنوب ولاية نيو هامشر الأمريكية وهى نفسها الجامعة التي يدرس فيها الماجستير، وطلب منه مدير الجامعة مؤخرا مرافقته إلى المملكة للمشاركة في معرض التعليم العالي الذي أقيم مؤخراً في العاصمة الرياض .. "اليوم" تحاور الطالب السبتي حول رحلة نجاحه بالولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 2006م ، الى التفاصيل: الطالب فيصل السبتي يتحدث للمحرر ( تصوير : إبراهيم الهويشل ) انطباع مختلف كيف كان انطباع المواطنين الأمريكيين عن تواجدكم بينهم كمسلمين وسعوديين ؟ في البداية كان هناك انطباع مختلف عما كل ما سمعناه عن الولاياتالمتحدةالأمريكية وتلاشى هذا الانطباع عندما وصلنا إلى هناك، وأؤكد بأهمية عدم الاعتماد على كل ما يسمعه الشخص عن أي بلد إلا أذا وصل إلى هناك و شاهد بنفسه. أما بخصوص الانطباع الذي شعرنا به وشعر به الأمريكيون حول تواجدنا بينهم في مجتمعهم هناك، فقد شعرنا في البداية بالخوف على أنفسنا، لكن بعد مرور الوقت أعتدنا على الوضع. بئر نفط ما الفكرة التي كانت سائدة عن السعوديين في أمريكا وقت ذهابك عام 2006م؟ كانت هناك في الحقيقة فكرة مسيطرة على الباب الأمريكيين وهي اعتقاد الكثير من الذين قابلتهم أن كل مواطن سعودي يمتلك بئر نفط في منزله، ومن الأشياء الطريفة التي تدل على عدم ادراك المواطن الأمريكي ما يجري من حوله في العالم أن أحد الطلاب الأمريكيين قال لي: هل تذهبون إلى الجامعات على جمال وخيول حتى الآن؟ فضحكت عليه وأوضحت له الصورة عن السعودية والمستوى الذي يعيش فيه المواطن السعودي ومدى التقدم الذي وصلت إليه وفي الحقيقة أن تلك الصورة التي طبعت في أذهان الأمريكيين تعود لسببين، الأول: هو ما يفعله أثرياء العرب عند زيارتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية من التبذير الفاحش في الإنفاق وما يتبعه من أفعال لا تمت للمواطن السعودي بصلة، والسبب الثاني: ويعد الأهم وهو تصوير المسلم أو العربي بشكل عام بأنه إرهابي من خلال الأفلام التي تصنع في هوليوود، لكن هناك اختلاف واضح في معرفة الثقافات الأخرى ومواطني تلك الثقافات، حيث إن المدن الكبيرة مثل واشنطن ونيويورك ولوس أنجلس وغيرها لدى أهلها ثقافة أوسع في فهم وإدراك الثقافات الأخرى، وكذلك الاستفادة من تلك الثقافات بعكس المدن الصغيرة أو الضواحي الواقعة في شمال الولاياتالمتحدةالأمريكيةوجنوبها، وهناك ولايات حتى الآن لم يسمع سكانها عن الدين الإسلامي وهمهم كيفية قضاء ال "24" ساعة المقبلة فقط. مدن الشمال والجنوب الأمريكي الصغيرة لم تسمع عن الإسلام والتحرش الذي قد تتعرض له «المبتعثة» يعود اليها بالدرجة الأولى، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الوحيدة التي لها سمعة كبيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصاً لدى الجامعات التي تعنى بمجال البترول. احترام القوانين هل كانت هناك تفرقة في التعامل معك كمواطن سعودي في الخدمات وإعطائك حقوقك كإنسان؟ كلا .. لم يكن هناك تفريق بيني وبين أي مواطن أمريكي أبداً وانما كنت أنال حقوقي كاملة دون نقصان، وفي إحدى المرات وأنا عائد من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى السعودية طلبت من شركة الهاتف التي أتعامل معها ايقاف الهاتف شهرين وعندما عدت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وجدت أن هناك فاتورة بمبلغ 200 دولار وإنذارا بفصل الخدمة، وعندما راجعت الشركة واستفسرت عما حدث تم إلغاء المبلغ وإعادة تشغيل الهاتف، وفوق ذلك دفعت الشركة لي "500 دولار" من أجل تسوية سوء الفهم الذي حصل. في الواقع هناك حسن معاملة مع الجميع بشرط احترام القوانين المعمول بها وعدم مخالفتها. تأييد وتشجيع بعد اختيارك من مدير الجامعة التي تدرس فيها لمرافقته للمشاركة في المعرض .. هل كانت هناك أحقاد ضدك كسعودي؟ في الحقيقة كانت المشاركة تقام في المملكة وبسبب أنني من الطلاب المتميزين في الجامعة تم اختياري للمشاركة في المعرض. أما بخصوص مشاعر الطلاب الأمريكيين والعاملين في الجامعة فلم تتجاوز التأييد والتشجيع منهم وكان زملائي السعوديون يقولون: إن هذا فخر لنا جميعاً. سمعة كبيرة هل هناك إدراك في الولاياتالمتحدةالأمريكية بانجازات الجامعات السعودية؟ في الواقع الجامعة الوحيدة التي لها سمعة كبيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية هي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن خصوصاً لدى الجامعات التي تعنى بمجال البترول، لكن بعد بدء مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله للابتعاث الخارجي بدأ هناك استيعاب للجامعات السعودية، وبدأ البحث عنها وانجازاتها التي حققتها في شتى المجالات، وكذلك كان هناك استيعاب للمجتمع السعودي وبدأت تتغير الفكرة عن السعودية بشكل جيد. التصور الخاطئ عن السعوديين وراءه الأثرياء العرب وأفلام هوليوود مسئولية الفتاة ما مدى صحة تعرض الطالبات المبتعثات في الولاياتالمتحدة للتحرش من قبل طلاب أمريكيين وغيرهم؟ في الحقيقة التحرش الذي قد تتعرض له الفتاة يعتمد بالدرجة الأولى على الفتاة نفسها، حيث إن الكثيرات من الطالبات السعوديات يذهبن إلى المحاضرات والجامعات دون أن يتم التحرش بهن بسبب أنهن لا يقمن بأشياء تشجع الطلاب الأمريكيين على التحرش بهن.