يتعرض الجميع إلى مواقف تكون عادية بالإمكان تجاهلها، لكن البعض يتعامل معها بتوتر واستفزاز وفورة غضب. والسؤال الذي طرح على شريحة عشوائية في جدة: إلى أي حد تستطيع كظم الغيظ، وإلى أي مدى تحاول ضبط أعصابك، وتقيدها بالتجاوز أو التجاهل أو حتى التسامح؟. هل يتقن البعض ذلك الدور لدرجة أنه يصعب فيها استفزاز الآخرين، أم هناك من ينفجر غضبا من ذرة غبار وقعت على أنفه؟. 52 في المائة كانت الشريحة الأغلب، قالت: هناك مواقف لا يمكن أبدا تمريرها، ولابد من التعامل معها بغضب، لأنها تمس المشاعر أو تجرح أو تؤذي، فمن غير المعقول التعامل معها بالابتسامة والتجاوز. بعض أفراد هذه الشريحة قال معترفا: لم نتعود على ضبط الأعصاب، نحن من بيئة حارة وأعصابنا في المقابل حارة تماما، ولا تتحمل مزاحا ثقيلا أو تعليقا سخيفا أو استهتارا أو تعديا يلمس مشاعرنا أو يحرجنا أمام الآخرين، سوف نصفع كل من يتجاوز حدوده معنا. وأضاف: لا نتساهل في ذلك، حتى لو كان الموقف من مختل سوف نسعى على الأقل ولو بصفعة ليتأدب. 24 في المائة وتكاد هذه الفئة تنسحب ولو جزئيا من موقف ال (52 في المائة) السابقة بقولها: من غير المعقول أن نواجه كل المواقف بتلك الصورة المستفزة، لكن علمتنا الحياة وقبلها الدين على ضرورة «كظم الغيظ» حيث يؤجر الإنسان، كما أن هذا الأسلوب لم يعد يخدم الصحة، فأعصاب الإنسان تتلف مثلها مثل أي شيء، لذا نحاول أن نتجاوز، وخصوصا عندما تكون تلك المواقف عرضية وغير دائمة، أما إن كانت بصورة مستمرة، ففي هذه الحالة نعمل على إنهاء الموقف بطرق واعية. 19 في المائة حاولت تصنيف المواقف و ردة فعلها، قائلة: إذا كان الموقف مع صبي أو جاهل مثلا فإن ردة الفعل المتوقعة التجاهل حتما، وعدم السماح لذلك الموقف بأن يوترنا، لكن عندما يكون من إنسان راشد، فإن المسألة تختلف حيث يجب أن يردع، بالذات إن كان الموقف يستخف بشخصيتنا أو بالمشاعر، فهذا موقف لا يمكن التجاوز عنه أو التسامح ما لم يعتذر عما فعله. 5 في المائة شاطرت شريحة ال(24 في المائة) حينما قالت: إذا كانت المواقف عادية فلا نكترث لها تماما مثل شخص يسقط أمامك بسيارته عند إشارة المرور أو يسير بأقل من مهله في المسار الأيسر وفي طريق سريع، نتجاوز بكل هدوء ولا نحاول أن نلقي عليه نظرة أو الالتفات له. وأضافت لو بقينا لانفلتت أعصابنا، وربما أصبنا بالضغط والسكر أو القولون.