الحرص على تخطيط المنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي الشريف كان مرتكزا على جعلها منطقة متميزة بالمباني المتناسقة ذات الارتفاع الموحد وفي الملامح العامة لشكلها الخارجي ولذلك ضخت لها استثمارات تقدر ب 30 مليار ريال، إلا أن الكثيرين من المواطنين والمختصين يؤكدون أنها تحولت إلى مبان أسمنتية جميلة الشكل لاتتمتع بالخدمات المطلوبة، بالإضافة إلى أنها طاردة للسكان، حيث تحولت إلى مجرد فنادق ومجمعات تجارية لاتنتعش إلا في فترتي الحج والعمرة، ويقول كثير من المواطنين إن المنطقة المركزية أصبحت خالية من سكانها الذين غادروها إلى مناطق أخرى من المدينة، مشيرين إلى أنه كان من المفترض أن تحافظ المنطقة المركزية على بقاء سكانها مع تطويرها بما يوافق الزمن ويتماشى مع عجلة التطوير. وفي ذلك يذكر محمد سليمان ديري أن المنطقة المركزية كانت تعج بالناس طوال أيام العام بشكل كان يسهم في ارتفاع المستوى المعيشي للسكان، لكن ذلك تبدل الآن وأصبح من يتواجد في مركزية المدينة مجرد عمال من جنسيات متعددة استحوذوا على كل شيء. بينما يرى سعد العوفي أن التغيير والتطوير مطلوب ولكن ليس بهذه الطريقة، «أي زائر أو متسوق لايستطيع أيقاف سيارته ولو لمدة خمس دقائق لأنها حتما ستسحب من المرور». وفي ذلك أرجع الناطق الإعلامي لمرور المدينةالمنورة المقدم عمر النزاوي حرص المرور إلى الحفاظ على انسيابية الحركة المرورية في المنطقة المركزية وتنظيم سير المشاة كونها منطقة ضيقة والحركة فيها محدودة. وأوضح المقدم النزاوي أن سكان المنطقة المركزية من الزوار يتاح لهم الوقوف في مواقف الفنادق القاطنين فيها، أما بالنسبه للمواطنين أو غيرهم فإن مواقف المسجد النبوي تفي بالغرض. ويتمنى ممدوح الردادي أن تخطط المنطقة المركزية من جديد كون السابق لم يراع زيادة الحجاج والزوار على حد قوله وهو الأمر الذي ألمح له أمين هيئة تطوير المدينةالمنورة المهندس محمد العلي، إذ كشف ل «عكاظ» أنه ستتم دراسة الوضع في المنطقة المركزية ضمن خطة الهيئة «وبناء على الدراسات والتقارير سيتم عملنا الجديد». وبالعودة إلى رؤى المواطنين حول المنطقة المركزية فإن سالم مسعود يشير إلى أن المنطقة تتعرض إلى التلوث بسبب ضيق مساحتها والكثافة العددية سواء من الزوار في الحج والعمرة أو من ارتياد المواطنين، خاصه أنها منطقة تجارية، وهو الأمر الذي استبعده أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبد العزيز الحصين، إذ أكد أن الدراسات العلمية أثبتت عدم وجود تلوث في المنطقة المركزية وفي موسم الحج ذروة الزحام. وأوضح المهندس الحصين أن الأمانة ترصد تلوث الهواء في مختلف أنحاء المدينةالمنورة ومنها المنطقة المركزية، وجميع النتائج كانت سلبية ماعدا مواقف سيارات الحرم لحظة الخروج من صلاة الجمعة، حيث ترتفع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وتمت معالجتها مع الجهة المختصة. وحول تحول المنطقة المركزية إلى أبنية صامتة لا روح فيها، أبان أمين منطقة المدينةالمنورة أن أنظمة البناء تطبق بشكل جيد بدليل أن نسب الأشغال جيدة والعائد الاستثماري فيها مرتفع.