تحتضن محافظة جدة أكثر من ألفي مسجد، تنتشر في الأحياء والميادين، منها ما أنشىء من قبل وزارة الشؤون الإسلامية بشكل مباشر، ومنها ما هو تطوعا من قبل الميسورين. إلا أن تلك المساجد تشهد اختلافات كبيرة من حيث البناء والتصميم والخدمات الملحقة من دورات مياه ومكتبات وسكن الأئمة والمؤذنين، فالمساجد المشيدة على النفقة الخاصة في الأحياء الراقية يختلف عن ذلك الموجود بعد بنائه من قبل الشؤون الإسلامية والأوقاف في الأحياء الشعبية، وهي الفوارق التي جعلت مجموعة من أهالي جدة يطالبون الوزارة بالتدخل وتصحيح الأخطاء من أجل اكتمال البنية الأساسية في كافة مساجد المحافظة. من هنا يقول أحمد العامري «لا بد من أن تتجه البوصلة نحو المساجد التي تتواجد في الأحياء القديمة والعمل على ترميمها وتجديد محتوياتها، فليس من المعقول أن تبقى بهذه الصورة غير الملائمة وليس من باب الإنصاف أن يتركز الاهتمام على المساجد الكبيرة في الأحياء الراقية فقط». ويذهب عبد الله القرني إلى ذات الاتجاه ويؤكد أن المسجد الذي يقرب من بيته في حي البخارية لا تتوفر له أبسط الخدمات» إذ أن أماكن الوضوء خارجية ومكشوفة والمراحيض بلا مياه و أبوابها مكسرة ومدخل المسجد ضيق». ويشير محمد عمر وهو حارس مسجد في بني مالك أن بعض المصلين تطوعوا في تنظيف المسجد الذي يعمل به، بعدما اختفت مظاهر الاهتمام من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف. من جهته أوضح مدير الإدارة العامة للأوقاف والمساجد في محافظة جدة فهيد بن محمد البرقي، أن وزارته فتحت الباب لكل المواطنين لتشييد وبناء المساجد على نفقتهم الخاصة بالتنسيق الكامل مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبما يتفق مع تعاليم الدين السمحة، وحول تفاوت الاهتمام والخدمات بين مساجد الأحياء الراقية وتلك الموجودة في أحياء جدة الشعبية أبان البرقي، أن ذلك الأمر يعد طبيعيا فمساجد الأحياء الراقية و المخططات الجديدة في المنطقة تتخذ الشكل المناسب، لابد وأن تتناسب في معمارها مع نمط التعمير في تلك الأحياء، بينما المساجد المتواجدة في الأحياء القديمة أو المتوسطة في تركيبتها المعمارية، فإنه من الطبيعي أن تجدها قديمة «ومع ذلك تجد المتابعة والاهتمام من قبل الجهات المعنية وبصورة دورية وخاصة إذا تم رفع طلب من قبل سكان الحي المتواجد فيه المسجد من توفير الخدمات والنواقص، ونحن وبمجرد أن يصلنا أي طلب لخدمات مسجد من قبل الأهالي نسارع في توفير كل الاحتياجات».