خرج أطفال غزة ضحايا الحروب والفقر تحت ضغط العدوان والحصار الإسرائيلي الذي حرمهم من أبسط مظاهر الحياة والرفاهية، التي يتمتع بها أطفال العالم، للعمل في جميع المهن لإعانة أهاليهم على تحمل أعباء الحياة بعد أن فقد أولياء أمورهم جميع فرص العمل، ويقضي هؤلاء الأطفال جل وقتهم في بيع الأغراض الصغيرة على مفارق الطرق وإشارات المرور، إلى جانب البحث عن مخلفات الحديد والبلاستيك، التي تقوم المصانع المحلية بإعادة تحويلها وتصنيعها في ظل غياب السلع والمواد الأولية. غير أن مهنة جديدة ظهرت لأطفال غزة هذه الأيام، هي ظاهرة جمع الحجارة من المباني التي دمرتها آلة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يقوم الأطفال بجمع تلك الحجارة المدمرة وبيعها لمصانع تقوم بإعادة تكسيرها وجعلها صالحة للبناء وصناعة حجارة البناء، أو «باطون» الخرسانة . وتمتلئ شوارع غزة بالعربات التي تجرها الخيول والحمير، ويقودها أطفال صغار لا يتجاوز عمرهم العشر سنوات، وهكذا تحولت الحجارة التي كانت سلاحا لمقاومة جنود الاحتلال خلال انتفاضة أطفال الحجارة، إلى مصدر رزق لأطفال غزة، من أجل إعادة الإعمار لمباني غزة التي دمرها الاحتلال وعدم تمكن المواطنين من إعادة البناء في ظل الحصار، وعدم توافر مواد البناء. ووفقا لتقارير الأممالمتحدة، فإن الحرب الإسرائيلية خلفت أكثر من 600 ألف طن من الركام الخرساني الذي ما تزال أنقاضه في غزة، حيث بدأت وزارة الأشغال في غزة أخيرا وبعد مرور عام على الحرب، في إزالة ركام المباني المدمرة، بعد أن تقدمت منظمات إنسانية بتقديم الدعم المالي اللازم لإزالة الركام، والذي أصبح مصدر رزق لهؤلاء الأطفال.