يتداول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، خلال زيارته للمملكة بعد غد، جملة من الملفات السياسية الساخنة على رأسها، نتائج مؤتمر لندن الذي عقد الأسبوع الماضي لدعم الأمن في أفغانستان، بالإضافة إلى مناقشة كيفية إيجاد حلول لإنهاء الأزمة الداخلية، وإعادة الأمن والاستقرار، وإعطاء دفعة للحوار الأفغاني الداخلي، فضلا عن مناقشة السبل الكفيلة لتعزيز العلاقة بين الرياض وكابل في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية. وأبلغ السفير الأفغاني لدى المملكة عزيز الله كزازي «عكاظ» أن لقاء الرئيس كرزاي مع الملك يندرج في إطار سلسلة اللقاءات الهامة لمناقشة المستجدات على الساحات الإقليمية والآسيوية والدولية، مؤكدا أن الرئيس الأفغاني حرص أن يزور الرياض بعد مؤتمر لندن مباشرة، لوضع الملك عبدالله في طبيعة التحرك الأفغاني القادم، خاصة في ما يتعلق بالحوار مع الأطراف الأفغانية وجهود كابل لإيجاد توافق مع كافة الفصائل بما في ذلك حركة طالبان، وتوضيح الأطر الجديدة التي تم الاتفاق عليها مع الأسرة الدولية على دعم الإدارة الأفغانية من أجل إعادة الإعمار والتخلص من الإرهاب والتطرف. وأفاد أن ملفات البحث في قمة الرياض ستكون شاملة، خاصة في ما يتعلق بالوضع في جنوبي آسيا وأفغانستان، مشيرا إلى اللقاء سيكون فرصة لكي يشرح الرئيس كرزاي للملك عبدالله ماتم تحقيقه من إنجازات على الصعيد الداخلي، بالإضافة إلى جهود كابل لمكافحة الإرهاب وتعزيز التقارب والمصالحة الأفغانية والسعي لتحقيق تطلعات الشعب الأفغاني المشروعة للعيش بأمن وسلام. وتابع قائلا، إن الحكومة الأفغانية تلقت ردود فعل إيجابية من بعض قيادات حركة طالبان المعتدلة حيال دعوتها للحوار، موضحا أن هناك عناصر من طالبان تحترم الدستور وترغب في الحوار والتخلي عن العنف، بيد أنه قال إنه لاحوار مع أولئك الذين لايرغبون في إلقاء السلاح ومستمرين في الأعمال الإرهابية، سواء في حركة طالبان أوتنظيم القاعدة. ويرافق الرئيس كرزاي في زيارته القصيرة وفد أفغاني رفيع المستوى يتضمن ووزير الخارجية زلماي رسول ومستشار الرئيس للعلاقات الدولية الدكتور بسنتا ووزير الحج يوسف نيازي أحمد بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين الأفغان. وسيؤدي الرئيس الأفغاني مناسك العمرة الثلاثاء قبيل التوجه إلى الرياض الأربعاء. من الجدير بالذكر أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي شدد في الكلمة التي ألقاها في الجلسة في المؤتمر الدولي الذي عقد في لندن الأسبوع الماضي لمناقشة الوضع في أفغانستان على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة في إنجاز المصالحة الوطنية وجلب الاستقرار والسلام إلى أفغانستان. بالمقابل أوضح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في المؤتمر نفسه أن المملكة لن تقوم بدور في جهود إحلال السلام في أفغانستان إلا إذا أحجمت «طالبان» عن توفير ملاذ آمن لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن وقطعت علاقاتها بشبكات المتشددين. واشترط مؤتمر لندن لزيادة المساعدات المباشرة التي يقدمها إلى حكومة أفغانستان بنسبة 50 في المائة في غضون سنتين، بتحقيق كابول تقدما في مجال مكافحة الفساد، فيما تم الإعلان عن دعم مالي مخصص لزيادة عديد الجيش الأفغاني وقوات الأمن وتطوير أدائهما.