ليس بمستغرب أن تتعهد المملكة بدعم التنمية في أفغانستان ب150 مليون دولار؛ فذلك الدعم ينبع من سياسة المملكة التي تحرص من خلالها على الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة انطلاقا من مسؤوليتها الدولية وموقفها الإنساني تجاه شعب مسلم تعرض لويلات الحروب المتتالية وعانى من الانقسامات المتتابعة وتلظى بنار الإرهاب، كما أنه ليس بمستغرب أن يلتمس الرئيس الأفغاني حامد كرزاي تدخل خادم الحرمين للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في أفغانستان، فمواقف خادم الحرمين التي سعى فيها للم شمل أطراف عربية وإسلامية انتهى التنازع بينها إلى الاقتتال ونجاحه في تلك المساعي المبنية على الحكمة والعدل والحرص على السلام من شأنها أن تدفع الرئيس الأفغاني إلى طلب مثل ذلك التدخل. من هنا يأتي حرص المملكة على أن تتجاوز أفغانستان المأزق الذي انتهت إليه، وأن تنتهج سياسة جديدة تمكن شعبها من العيش بأمن واستقرار وسلام، ولا يمكن لهذه السياسة أن تؤتي ثمارها ما لم تعتمد أفغانستان خطة جادة في محاربة الإرهاب واستئصال فلوله التي لا تزال تجد ملاذا آمنا في جبال أفغانستان وأوديتها. واستئصال الإرهاب في أفغانستان لا يمكن له أن يتحقق ما دامت الرؤوس التي تقود الإرهاب وتحرض عليه لا تزال تعمل من داخل الأراضي الأفغانية، حيث تصدر خطبها ورسائلها وتعمل على تحريك خلاياها واستدراج من لا يتورع عن خيانة وطنه وأمته للانضمام إليها. أفغانستان بحاجة إلى سياسة جديدة تعتمد على المصالحة بين التيارات والاتجاهات الوطنية من ناحية، وتعتمد في الوقت نفسه على الحزم تجاه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي لا يتوقف تأثيرها على الإضرار بالشعب الأفغاني فحسب بل يتجاوز ذلك للإضرار بالأمة الإسلامية والعالم أجمع. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة