أكد وفد المملكة في اجتماع مجموعة الاتصال الدولي المعني بأفغانستان، بمقر منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة أمس، عدم جدوى الحلول والعمليات العسكرية حصرياً للمشكلات التي تواجه أفغانستان اليوم، "بالرغم من أهميتها في استتباب الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وعزل الإرهابيين عن مختلف مكونات الشعب الأفغاني". وأضاف ممثل الوفد السعودي، رئيس الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بالخارجية الدكتور عادل سراج مرداد "إن ما تحتاج إليه أفغانستان هو الالتزام الجماعي بحل سياسي وسلمي متوافق عليه من كافة شرائح الشعب الأفغاني، ودعم المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار". ودعت المملكة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تكثيف الجهود لتقديم مقترحات عملية وبرنامج شامل لإعادة دمج كافة الفصائل الأفغانية في العملية السياسية. وحول المصالحة الوطنية في البيت الأفغاني السياسي، أوضح مرداد "تطلع المملكة لمشاركة المجتمع الدولي ومؤسساته بفعالية لتقديم كافة أنواع المساعدة للحكومة الأفغانية لتحقيق تطلعات الشعب الأفغاني في المصالحة الوطنية الشاملة بما في ذلك استيعاب كافة التيارات المعتدلة التي تنبذ الإرهاب وتنظيماته للانخراط في العمل السياسي". ولاقى الموقف السعودي إجماعا دوليا، حيث دعت الأطراف الدولية المشاركة في الاجتماع إلى تركيز كبير في النهج السياسي، وإعادة الإعمار لأفغانستان. وفي هذا السياق دعم رئيس مجموعة الاتصال الدولي بأفغانستان الألماني مايكل تشاينر، موقف السعودية بالقول "حققنا في السنة الماضية توافقاً دولياً ووحدة في الموقف الاستراتيجي في الملف الأفغاني، ولدينا الآن أهداف واقعية، لم تكن موجودة بضرورة التركيز السياسي لا الاستفراد بالعمل العسكري". وأكد تشاينر أن مؤتمر بون الثاني سيعقد في 5 ديسمبر المقبل لبحث ما سيتم التوافق عليه بشأن تنمية أفغانستان من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والذي سترأسه الحكومة الأفغانية. من جانبه أكد أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو "تأكيده على ضرورة النظر إلى ما وراء الحلول العسكرية في أفغانستان، مشيرا إلى أن الحل العسكري ليس الحل الوحيد للخروج من الأزمة، وطالب في الوقت نفسه بعملية مصالحة تتضمن حلا شاملا بقيادة أفغانية، لافتاً إلى استعداد منظمته للعمل مع جميع الأطراف المعنية في أفغانستان من أجل المساهمة في عملية التسوية الوطنية هناك، موضحاً في الوقت نفسه أن الأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي بدأت بالفعل تعاونها مع بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في أفغانستان وذلك في مختلف المجالات بما في ذلك مساعدة المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية. من جانبه أعطى وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول الذي يرأس وفد بلاده إلى الاجتماع تفاصيل مهمة عن جهود المصالحة الداخلية الأفغانية عبر مجلس المصالحة الوطنية. وقال المبعوث الأميركي الخاص لدى أفغانستان مارك غروسمان (الذي يشارك في هذا الاجتماع لأول مرة منذ رحيل سلفه ريتشارد هولبروك)، إن "الولاياتالمتحدة لا تسير في أفغانستان وفق نظرية صراع الحضارات، نحن نركز على العملية السياسية، وتطوير قدرات الشرطة والجيش والحكومة الأفغانية عموماً". واتجهت أنظار الوفود نحو المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية الذي يرأسه الرئيس الأسبق برهان الدين رباني،والذي لاقى تأييداً ومساعدة من الأطراف الدولية في الاجتماع. كما شارك في الاجتماع نحو مائة وعشرين شخصا يمثلون خمسين دولة ومنظمة دولية. وبحث الاجتماع قضايا سياسية عديدة تتعلق بعملية التسوية التي يجري الإعداد لها في أفغانستان، وأوجه الانتقال المدني، وعمليتي إعادة الإعمار والدمج، فضلا عن الأبعاد الإقليمية للمسألة الأفغانية.