طلاب وموظفون ومن مختلف الأعمار، تراهم على امتداد الكورنيش في جدة، حاملين أدوات الصيد لممارسة هوايتهم، من أين اكتسب هؤلاء هذه الهواية؟ ومن الذي قادهم لقضاء الساعات الطوال على الشاطئ وهم يرقبون اهتزاز السنارة في صبر عجيب أن تأتيهم بصيد ثمين؟ علمني الصيد صلاح عبدالرحمن الشيخ (موظف في القطاع الخاص) يقول: والدي حببني في البحر قبل 30 عاما، ومارست هواية الصيد مع أصدقاء لي كنا نلتقي بشكل يومي أثناء دراستنا ونتفق في نهاية الأسبوع على أن نلتقي على الشاطئ، لكي نمارس هوايتنا المفضلة في صيد السمك، ومن هنا بدأت الانطلاقة، ومنذ ذلك الحين وإلى الآن وأنا لا أتخلف عن الصيد، حتى أنني لا أتوانى في تعليم أبنائي ممارسة الصيد، فأنا مقتنع بالمثل الذي يقول: (علمني الصيد أفضل من أن تعطيني سمكة كل يوم)، فالصيد متعة للنفس ومتنفس. تعلمناها من والدنا كذلك اكتسب موسى وعبد الرحمن جمال (11، 14عاما)، هذه الهواية من والدهما وقالا: يحرص والدنا في نهاية كل أسبوع أن نكون برفقته بغرض تعليمنا هوايته المفضلة والتي انعكست بدورها علينا بالإضافة لترفيهنا وتجديد الروح فينا، ومع مرور الوقت تعلمنا من والدنا كيفية إمساك السنارة وما هو الطعم الذي يفضله السمك وبذلك اجتزنا مرحلة كبيرة في هواية الصيد، ونشعر بمتعة كبيرة عند اصطيادنا السمك حتى وإن كانت من الأسماك الصغيرة أو سمكة واحدة، المهم أن نمارس هوايتنا ونعود إلى منزلنا ونحن في قمة السعادة. مناطق الصيد ويشاركهما نفس الانطلاقة لممارسة هذه الهواية فارس عبدالله مدني (28 عاما)، الذي قال: والدي من عشاق البحر وهو أيضا من محبي ممارسة صيد السمك ولأنني ملازم له منذ طفولتي عشقت البحر وصيد الأسماك ومع الوقت وجدت نفسي أجهز لوالدي عدة الصيد، حتى أصبحت أذهب بنفسي إلى البحر وأصطاد وفي بعض الأحيان نتسابق أنا ووالدي في صيد الأسماك التي أصبحت أعرف أنواعها وأشكالها والمناطق التي توجد فيها. ويضيف قائلا: منذ خمسة أعوام، وأنا أرتاد شاطئ البحر لصيد السمك كلما وجدت وقتا للفراغ واستفدت من هذه الهواية كثيرا أهمها قتل الفراغ الذي كنت أعانيه، وعلمتني هذه الهواية أيضا الصبر وسعة البال وتنظيم الوقت. الصيد مع الشباب محمد جمال علوان (22 عاما، خريج ثانوية) يقول: قبل أربعة أعوام، انتشلتني هذه الهواية من إهدار الوقت، وأصبحت أرى الحياة جميلة وأنا أمارس هذه الهواية الممتعة، ناهيك عن الشعور بالفرح إذا تمكنت من صيد سمكة. وعن المواقف المحرجة، يروي أنه في يوم اتفقنا أنا وأصدقائي الشباب على رحلة صيد بحرية خارج جدة ووقع اختيارنا على المجيرمة لوفرة السمك هناك، ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان فقد (غرزت) السيارة التي تقلنا وكنا حينها خمسة أشخاص، ولم نصل في الموعد المحدد وعكر صفونا وعدنا أدراجنا. بدون ترتيب ويقول أحمد أبو حسان، الذي لم يتجاوز العشرين: أنا أفضل الصيد عن طريق وضع (الشوارات) قريبا من شاطئ البحر لأنها تصيد أكبر كمية من السمك ولكنني في الوقت نفسه أعشق الصيد بالسنارة وخاصة على شواطئ جدة، مؤكدا أن أفضل الأوقات للصيد في البحر هي منتصف الشهر بسبب ضوء القمر. الحظ يلعب ويقول سبأ الشيخ (15 عاما) إن هواية صيد السمك تعتمد على الحظ في كل الأحوال، إذ في بعض الأحيان لا أستطيع اصطياد شيء رغم الأوقات الطويلة التي أقضيها على شاطئ البحر، بينما غيري قد يحصل في قليل من الوقت على كميات كبيرة من السمك بمجرد استخدامهم السنارة فقط، متسائلا: لماذا لا يوجد لدينا أندية لتعليم الصيد في ظل التطور الذي تشهده بلادنا وحاجتنا لتنمية مثل تلك الهوايات أسوة بهواية الغوص.