العلاقات أو الصداقات التي تنشأ من التواصل عبر الشبكة العنكبوتية سواء (الشات) أو (الفيس بوك) أو غيرها من المواقع. إلى أي مدى تصل القناعة بمصداقيتها، وإلى أي حد يسمح بمسايرتها، و هل أنت مع أو ضد مثل هذا التواصل؟. سؤال شمل فئات مختلفة و متعددة في جدة، جاءت رددوها في نسبتها الكبيرة رافضة. 54 في المائة وهي الشريحة الكبيرة والمعترضة قالت: لا ليس إلى ذلك الحد، بمعني لا نسمح لتلك الدردشة مع طرف آخر عبر موقع ما أن تصل في علاقاتها معنا إلى مرحلة الصداقة ومعرفة أدق تفاصيل حياتنا، الموضوع لا يخرج عن تبديد وقت عبر دردشة محصورة في الموقع الإليكتروني، ولا يتجاوز الاسم المستعار الذي نتعامل به معهم، نحن في وقت يتملكنا فيه الخوف بعقد صداقات أو علاقات مع أناس في الحي أو زملائنا في العمل أو من نقابلهم في مناسبات، فهل تتوقع أن نتجاهل ذلك الخوف من المشاكل في عقد علاقات مع أناس لا يجمعنا و إياهم سوى جهاز و فارة، فأنت لا تعلم مع من تتعامل، خصوصا أن الانترنت يجمع الغث و السمين، الصاحي و المجنون، الصادق والكاذب، و ربما جاءتك المشاكل من خلال التورط في أي صداقة من هذا القبيل. 14 في المائة قالوا: لا نعتقد أن هناك مبررا لهذا التخوف، فالله وهبنا عقلا يفرق بين الكاذب، والصادق، بين صاحب المشاكل والمحترم، الموضوع ليس بالصورة السوداء التي تقال، و إنما هذا عالم الانترنت الذي لا يفترض أن تعايشه إلا بوعي. وأضافت نؤمن بعقد الصدقات المجردة من أي مصالح، ولدينا أصدقاء عرفناهم من الانترنت هم من الخيرة و لازلنا على علاقة جيده معهم. 19 في المائة وهي شريحة تشاطر نسبة ال ( 54 في المائة) و لكن برؤية أخرى حيث تقول : أناس غرباء نفتح لهم صدورنا وعقولنا هذا مستحيل جدا، لكن من الممكن أن نؤسس مجموعة نعرف بعضنا البعض نشترك في موقع ما للتحدث والدردشة ولا نسمح بدخول أحد إلا من يأتي من طرف نعرفه، ما عدا ذلك مرفوض جملة و تفصيلا. 13 في المائة و هي النسبة المتبقية تشترك كثيرا في منطق الرفض إجمالا حيث قالت : من السذاجة أن تفكر بأي مصداقية في علاقات الانترنت أيا كانت، حتى التجارية منها لا يمكن و أبدا أن تتسم بالصدق، ففي حياتنا اليومية نواجه الكثير من الناس من يجعلك تصدم وتحبط عن التفكير في تكوين أي علاقة نزيه معه هذا في الواقع الحياتي، فما بالك بعالم مجهول تماما فالعلاقات عبر الانترنت مشبوهة ونترفع عنها . وأضافت الفئة هذا زمن تفتقد فيه لأولئك الناس اللذين يتعاملون معك بمنطق الأخ لأخيه أو التعامل النزيه المترفع عن المصالح و سفاسف الأمور، فهل من المعقول أن تجد هؤلاء الناس في الانترنت، فأي علاقة تتم عن طريق العنكبوتية هي علاقة مشبوهة، والتعامل مع الانترنت ينحصر في تصفح مواقع البحث عن معلومة أو معرفة، وما عداها فلا يعنينا نهائيا.