أظهرت نتائج حديثة لمشروع دراسة استخدامات الإنترنت في السعودية، أن نحو ثلث سكان المملكة استعملوا الإنترنت بمعدل مرة واحدة على الأقل خلال أسبوعين، فيما كشفت الدراسة التي صدرت أخيرا عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن نسبة امتلاك أجهزة الكمبيوتر بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 15 سنة تصل إلى 68 في المائة؛ فيما تصل النسبة إلى 43 في المائة بالنسبة إلى مجمل السكان، حتى أصبح الإنترنت الوسيلة الأسرع في نقل وتبادل المعلومات، واكتساب الثقافات، وتكوين العلاقات والصداقات على نطاق واسع، غير أنه في الوقت نفسه سلاح ذو حدين: فهناك شريحة تستفيد منه بصورة إيجابية مثل التعليم وتبادل الخبرات، وشريحة أخرى تسيء استخدامه. ولم يعد الإنترنت مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبح اليوم مصدرا للأخبار، وبيئة خصبة للشائعات، وساحة مفتوحة وبعيدة عن الرقابة للحوار والاتصال والاطلاع على الآراء والتعليقات حول القضايا والأحداث، ووسيلة للتفاعل وتبادل المعلومات والأفكار والصور بين الأفراد. ولقد فتحت المواقع الاجتماعية الباب على مصراعيه أمام الشباب لإنشاء شبكات اجتماعية على الإنترنت تحول معه هذا الموقع إلى ظاهرة أكثر منه وسيلة للتعارف وتكوين صداقات. تكوين صداقات «عكاظ» استطلعت آراء مجموعة من الشباب حول كيفية استخدامهم للإنترنت ومدى استفادتهم منه في حياتهم العملية والعلمية. أكثر ما يشد مهندس إلكترونيات عدنان إبراهيم في جدة، البرامج الجديدة التي تصدر يوميا على مواقع الإنترنت عن طريق الشركات أو حتى المنتديات العامة، حيث يقول: أنا كمهندس إلكترونيات أستفيد كثيرا من الإنترنت في صيانة الحاسبات وتطويرها وتجهيزها، لذلك تجدني أقضي أمامه أوقانا تمتد لساعات طويلة، فالإنترنت عالم واسع بإمكان المرء الاستفادة منه ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل حتى على مستوى العالم عن طريق تبادل المعلومات بين أشخاص آخرين، وأكثر ما يجذب محمد علي ونور أبو قمر هو الانفتاح العالمي وتكوين علاقات وصداقات إيجابية مع أناس خارج المجتمع، واكتساب معلومات عن مجتمعات وحضارات جديدة، حيث يشير محمد إلى أن الحاسوب قد غير كثيرا من مجرى حياته فأصبح يستطيع التواصل من خلاله مع جمع كبير من أهله وأصدقائه وأقربائه دون عناء. ويشير أبو قمر إلى أنه اكتسب بعض الثقافات غير العربية، وذلك من خلال تكوين صداقات مع البعض من خارج الوطن عن طريق المواقع الاجتماعية المعروفة على مستوى العالم. ويشاطره الرأي أحمد أبو زينة بقوله: الإنترنت بحر واسع من المعلومات يستطيع الشخص من خلاله تطوير ذاته وتوسيع مداركه، خاصة وأنه استفاد كثيرا من الإنترنت في تطوير ذاته، ويقول: أن التوسع في عالم النت له تأثيره البالغ في تعليم الشخص وتثقيفه وتنمية قدراته في مجال تخصصه، وإيجابيات الإنترنت أكثر من سلبياته فبضغطة زر تستطيع إرسال معلومات واستقبال أخرى دون عناء، وتجد ما ترغب فيه دون تعب. ولقد أتاح الانفتاح الحادث دون حواجز في عالم النت أمام سمير العكازي التعليم عن بعد، حيث يقول: أصبحنا في وقت نستطيع فيه الدراسة عن بعد دون الذهاب إلى المكان الذي ندرس فيه، وتكوين صداقات وإنزال برامج جديدة، والتواصل مع الأهل والأصدقاء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعية المعروفة، لدرجة الوصول لصداقات عالمية خارج حدود الوطن، مشيرا أنه تعلم الكثير من الإنترنت مثل البرمجة والفوتوشوب وغيرها من البرامج والاستغناء عن المدرسين الخصوصين وتبادل المعلومات بكل سهولة. دردشة ولغة ومن جانبه، يرى أحمد النجار أنه استفاد من غرف الدردشة في تطوير لغته الإنجليزية، وتبادل الخبرات والمعلومات والاطلاع على حضارات وعادات وتقاليد أخرى لمجتمعات بعيدة، ويقول إن الإنترنت يتيح للصغير والكبير وللرجال والنساء، فرصة الاطلاع على كل ما هو جديد وعصري، وتكوين صداقات وعلاقات. لمجرد تضييع الوقت ومن منظور محمد يوسف مبرمج ومهندس في إحدى الكافيهات في جدة، أصبح الإنترنت متاحا لجميع الأعمار وليس حكرا على فئة معينة، وهناك من يستغله في تكوين الصداقات والعلاقات وتبادل الأعمال داخليا وخارجيا وفي التعليم والدراسة وتطوير الذات لغويا وحضاريا ومعلوماتيا، وفئة تستغله في تحميل الأغاني والبرامج وأخرى لمجرد تضييع الوقت.