تنشأ بين الشباب من مختلف أصقاع المعمورة صداقات تحمل في طياتها الكثير من المشاعر التي يحملها المتعارفون لبعضهم .. وكان سبب هذا التعارف والصداقة هو تلك الشبكة العنكبوتية « الإنترنت» وذلك من خلال «الشات» الدردشة التي يسبح من خلالها الشباب في بحر متلاطم الأمواج و تقوى هذه العلاقات و الصداقات بين بعض الأفراد، بعدما يتبادلان فيما بينهما – الايميل – او ما يسمى البريد الإلكتروني ويلتقون معا على (الماسنجر) أو المنتديات إلى أن تتطور هذه الصداقات إلى لحظة اعجاب ثم إلى تعبير عن احترام وتقدير، ثم إلى رغبة في اللقاء وجهاً لوجه وبالرغم من أن الصداقة عبر الانترنت تفتقر إلى المشاعر الصادقة التي تنشأ بين الأصدقاء وفيها مساحات كبيرة للكذب إلا أننا نلاحظ تزايداً ملحوظاً في إقامة مثل هذه النوعية من الصداقات والتي يحكمها الاعجاب والاندفاع والاستعجال وهنا هل يمكن أن نستطيع أن نحكم على هذه الصداقة الالكترونية بأنها حقيقية؟ وتتسم بالصدق والمحبة الخالصة بين المتعارفين أم أنها كذب وتلفيق وادعاءات تخفى خلف تلك الشاشات الصغيرة. صداقات عالمية في البداية تحدث الشاب خالد عسيري فقال في كل يوم نقابل أصدقاء جدداً في كل مكان حتى في الانترنت فقد تعرفت إلى أشخاص من خلال الانترنت وقفوا إلى جانبي وساعدوني كثيراً وأحببتهم لدرجة كبيرة ربما تفوق حبي لأصدقاء الطفولة أو الدراسة رغم أنني لم أرهم أصلاً فأنا كونت صداقات على الصعيدين المحلي والعالمي فلدي أصدقاء من دول أجنبية وعربية، وأرى أن لكل نوع من الصداقات سواء كانت على صعيد الواقع أو من خلال الشبكة العنكبوتية معياراً خاصاً به وجميعها تندرج ضمن تصنيف الصداقة وأعتقد أن المقياس الحقيقي للصداقة يعتمد على شخصية وأخلاق الصديق وليس من الضروري أن كل صديق سواء كان صديق دراسة أم صديق – انترنت - لأنه من الممكن أن يغدر بك أقرب الناس لك أو يظلمك أو حتى يتخلى عنك في وقت الحاجة، وربما يكون صديق الانترنت الأقرب باعتباره شخصية مجهولة تستطيع الإفصاح لها . أمر مرفوض أما سهام الشمري فتؤكد أن الصداقة عن طريق الانترنت أصبحت أمراً مفروضاً علينا فالإنسان بطبيعته يحب أن يتعرف إلى الأصدقاء سواء عن طريق الانترنت أو على أرض الواقع وتقول لدي صداقات كثيرة كونتها عن طريق الانترنت من بلدان العالم المختلفة، ولم أقابلهم أبداً ولكني أشعر بالقلق لمجرد غيابهم يوماً وأعتقد أن ذلك يعتمد على مدة الصداقة، فإذا استمرت لأكثر من سنوات فهي بلا شك حقيقية وأفضلها على الصداقات الأخرى، ولكن إن كانت لشهور قليلة فلا أعتبرها صداقة بل زمالة. أشخاص مجهولون وفي نفس السياق قال ايمن بخاري يبقى من نتحدث إليه عن طريق الانترنت شخصاً مجهولاً وإن عرفنا عنه معلومات كثيرة ومن الصعب أن تترجم الصداقات الالكترونية لواقع ملموس فصحيح أن لدي من أتواصل معهم عن طريق الانترنت ولكن لا يصلون إلى درجة من أسميهم اصدقاء بمعنى الكلمة لأن صديق الانترنت مهما طالت مدة التعرف إليه أو قصرت هناك العديد من الحواجز بيننا . صداقة مرفوضة وأضاف محمد الحربي بأنني ضد صداقات الانترنت فهي من وجهة نظري اعتبرها صداقات كاذبة ولا ادعو لها ولاافكر في يوم من الأيام ان يكون لي صديق تعرفت عليه من قبل الانترنت لأنها صداقات مزيفة ملفوفة بالخداع.