رأى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ «أن الوضع على الصعيد الإسلامي يحتاج منا إلى الكثير من الجهد في الفهم، ثم الجد في العمل؛ ذلك أن المتغيرات التي ابتلى الله بها هذه الأمة في السنوات الأخيرة تستوجب منا الكثير من التوقف والنظر دون تخرص، أو تعدد في الاجتهادات، أو نظر غير شرعي في تلك القضايا والمسائل»، مؤكداً أن «واقع الأمة اليوم يحتم علينا النظر في كثير من القضايا، ومنها ما يتعلق بتجديد الفكر الإسلامي بحيث نحتاج إلى بيان متصل في خطورة كثير من الظواهر قديماً وحديثاً، ومن ذلك ظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب والتأكيد على مفاهيم الوسطية والاعتدال، حيث إن محاربة ظواهر الغلو والتطرف والمناهج والأفكار الجديدة على المجتمع المسلم من أعظم الواجبات التي نحافظ بها على منهجنا الوسط، وعلى بقاء الدين وتمسك الناس بالدين؛ لأن الزيادة والتشدد تنفران الناس، وبالتالي لن يقبل على الله إلا القلة من الناس». ويشارك وزير الشؤون الإسلامية في أعمال المؤتمر الثاني والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي يعقد في القاهرة تحت عنوان «مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر» من 22 إلى 25 فبراير (شباط). وأبدى آل الشيخ سعادته بالمشاركة في هذا الاجتماع الذي يتكرر عقده سنوياً في القاهرة تحت رعاية الرئيس محمد حسني مبارك، ويناقش كثيراً من القضايا التي تعنى بمشكلات وهموم الأمة الإسلامية. وأبرز آل الشيخ في هذا السياق، أهمية منهج التعامل مع الناس وضرورته، «حيث نحتاج اليوم إلى حملة في كيفية التعامل في السلوك والأخلاق؛ لأن الدعاة إلى الله في أعمالهم وأقوالهم ينسبون إلى هذا الدين وهذا الشرع وهذه الملة»، لافتاً إلى أن تاريخ الإسلام حفل بالكثير من الأمثلة العظيمة في أنواع التعامل والمنهج، والدعوة والبذل، والتضحية». وأوضح «أن تجديد الفكر الإسلامي مهم اليوم لأن المقصود من التجديد الديني هو الأولويات والأساليب والوسائل التي توصل ما نحمله من خير إلى الناس»، وقال: «إن هذا يحتاج إلى تجديد وتنوع بحسب اختلاف الزمان، والمكان، والوقائع، والأحوال، والعادات»، مبيناً أن «من معالم تجديد الفكر الإسلامي فقه التعامل، وإحياء مفهوم المصالح والمفاسد، والتجديد في الفكر في كثير من القضايا». ويناقش المؤتمر على مدار أربعة أيام، سبعة محاور تبحث في: تحديد المفاهيم، حفظ النفس والحق في الحياة، حفظ الدين وحرية العقيدة، حفظ العقل والحق في العلم والإبداع، حفظ المال وحق الملكية، حفظ النسل والنسب والأسرة، ويسلط المحور السابع على عدد من أعلام الفكر المقاصدي ومنهم: (الشاطبي، العز بن عبد السلام، ابن خلدون، نجم الدين الطوفي، محمد عبده، الطاهر بن عاشور).