• ليلة 14 يكتمل فيها الهلال ويصبح بدرا يضيء بنور جماله النرجسي الممزوج بحلاوة الماضي وأحلام المستقبل رحابة كونه الفسيح، تاركا لسامريه حرية التعبير، لينظم الشاعر بيتا، ويهمس العاشق حبا، وينام المتأمل في تركيبته الفلكية تحت نوره بعد أن أغمض عينيه وهو يردد (مساء الخير والإحساس والطيبة ..مساء ما يليق إلا بهلاله)، وعلى ضوء ذلك القمر ورومانسية محبيه يأتي نجوم الهلال لمقاسمته في ليلة زرقاء تراقصت في أركانها مشاعر هائمة بلغة وجدانية لا يعرف مكنونها إلا الهلاليون؛ ذلك عندما يتزين رأس الزعيم الأوحد بتاجه المحبب دائما درع الدوري في هذا المساء، ولاسيما أنه أبى أن يتوج إلا باكتمال هلال السماء مع هلال البشر، فنحن على موعد مع إنصاف مفهوم الاحترافية والتي كانت الفيصل بين ما يحدث في الهلال من تنظيم وما يدار بالأندية الأخرى من عبث، فقد كسب الرهان من يدرك حجم المسؤولية ويؤمن بالاختصاص وينفق باستراتجية مالية بعيدة عن البذخ والتقشف، راسما لنفسه شخصية البطل، فاعتناق الهلال بطولة الدوري هو درس لكل من يريد أن يصنع فريقا يقارع به المنافسين ويحقق الإنجازات، فالمقومات التي فرضتها إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد تعد فرصة مواتية يجب اغتنامها من قبل الباحثين عن المجد فما عليهم إلا أن يتخذوا نهج إدارة ابن مساعد وتعاملها كخريطة للطريق (بعدما ضلوا الطريق) نحو المنصات، فلا غرابة فوز الهلال بالدوري فإنه مشهد ألفناه كثيرا بعد أن تكرر اثنتي عشرة مرة. • ماذا يحدث حول محمد نور؟ سؤال محير للشارع الرياضي بأكمله. وهل محمد نور جان أو مجني عليه؟ لا يستطيع أحد أن يفك طلاسم لغز مسلسل نور على المسرح الاتحادي إلا نور نفسه، فابن مكة الذي يعاني منذ زمن بعيد وبرغم معاناته التي لا تخفى على الاتحاديين بأكملهم إلا أنه كان يعطي بتميز ويقود الاتحاد من إنجاز إلى آخر، ففي الوقت الذي كان يحرص على إمتاع جماهير الاتحاد بأدائه على المستطيل الأخضر، ذهب البعض يساومونه على عقوده الاحترافية فلا يخلو عقد لنور إلا يضعون له مسمار جحا ولا تخلو بطولة إلا حملت بصمة نور، اتهموه بالتراخي فسالت دموعه حسرة على الاتحاد ونعتوه بالإفلاس فقادهم لكأس آسيا بخماسية شهيرة في معقل الكوريين، وقالوا ارحل يا نور غير مأسوف عليك فكافأهم ببطولة الدوري من عرين الهلال، وكتبوا عنه نهاية كابتن الحواري فأوصلهم إلى بطولة كأس العالم، ومع ذلك لم تستطع الإدارة الحالية أو حتى الإدارات السابقة (ولا نستثني أحدا) في إنصاف نور أو حمايته، ففي كل موسم نجد عضو شرف أو إعلاميا أو إداريا أو منافسا أو أحد أعضاء لجان ينال من محمد نور ما يريد بحثا عن الشهرة أو لمآرب أخرى، فأعتقد بأن ما تعرض له نور خلال مشواره مع الاتحاد من إيقافات وإبعاد ومؤامرات لو تعرض له لاعب آخر ربما ذهب إلى أدراج النسيان لولا فضل الله عليه ثم وقوف أشخاص صادقين معه من بينهم زميلنا المبدع عبد الله فلاتة ممن أسهموا في نجوميته على مدار ثلاث عشرة سنة. • الخاتمة • ماذا لو رحل الأمير خالد بن عبد الله عن النادي الأهلي؟ أين سيتجه النادي؟ ومن سيقف إلى جانب النادي؟ وهل هناك أعضاء شرف آخرين سوف يحضرون؟ أسئلة كثيرة تدور في خلد كل متابع لهذا النادي الراقي، فهل الأهلاويون يدركون حقيقة تلك اللحظة.