علمت «عكاظ» من مصادرها أن التقرير النهائي الذي رفعته وزارة الشؤون الاجتماعية لأمير منطقة مكةالمكرمة أمس الأول، حول حادثة الشغب في دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة، تضمن 14 توصية وملاحظة قدمها الفريق المكلف بالتحقيق. وتوصل تقرير الوزارة الذي وقعه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، وأعدته خمس إدارات فنية في وزارته إلى ضلوع فتاتين في إثارة الشغب زعمتا بمشاهدة جنّي، في أحد ممرات الدار، وأكملت ست نزيلات إثارة الشغب في وقت لاحق. وأظهر التقرير النهائي وجود حالات تكدس في المؤسسة، نتيجة أعمال الترميم الحالية، وأوصى في علاجه التوقف عن استقبال أية حالة جديدة لمدة ستة أشهر وتحويل الجدد إلى مؤسسات مماثلة لحين انتهاء الترميم. وبحسب مصادر «عكاظ»، فقد أوصى التقرير الوزاري بالإسراع في تشغيل وتأثيث وتجهيز دور الضيافة لاستقبال الحالات المفرج عنهن والمنتهية محكوميتهن وعزلهن عن المحكومات، مشددة على ضرورة «إلزام أولياء أمور الفتيات باستلامهن؛ إما عن طريق الحاكم الإداري أو إشراك وزارة العدل من خلال ناظر القضية أو إحالتهن لدور الحماية الاجتماعية». وأفصح التقرير عن وجود 61 نزيلة محكومة في قضايا قتل، حمل سلاح، هروب، خطف، إطلاق نار، حمل سفاح، زنى، وسرقة، كما بين أن الدار تحتاج إلى إعادة تأهيل وترميم. وذهب التقرير إلى ثبوت بطلان مزاعم بعض النزيلات بالإغماء ومحاولتهن فرض ما يتمتعن به من شخصية قوية على فتيات الدار، وطالب بتأمين عاملات نظافة وغسيل وطهو، بالإضافة إلى إعادة النظر في عدد من القوى العاملة مع التأكيد على أن عدد الإخصائيات والمراقبات في الدار كاف، مع ضرورة نقل بعضهن إلى العمل في أماكن أخرى، إما نتيجة عدم قدرتهن البدنية للسيطرة أو عدم الجودة الاحترافية لإدارة الأزمات. وأقر التقرير وجود تنافر بين إدارة الدار وبعض النزيلات، مع الحاجة لوجود طبيبة زائرة كل أسبوعين وإخصائية نفسية وممرضة مع تجهيز عيادة داخل الدار بشكل متكامل، وأوصى بأهمية التدوير الوظيفي بين منسوبي الدار وفروع الوزارة الأخرى في المنطقة. وأكد التقرير على «الحاجة للحزم تجاه بعض الحالات وفق نوع المخالفة، مع استخدام أساليب التربية الحديثة واستبدال عقوبات الضرب البسيطة بوسائل تربوية أخرى مثل الحرمان من الأنشطة أو الزيارة». وأكدت لجنة التحقيق أهمية إيجاد أماكن مناسبة للزيارة، إذ سجلت عدم وجود مكان مخصص للزيارات والتقاء النزيلات مع أسرهن وقت الزيارة في غرف التحقيق، فيما لم تسجل ملاحظات سلبية على الكسوة أو نوع الطعام. وانتهت اللجنة إلى التوصية بتشكيل لجنة من الإشراف النسائي في منطقة مكةالمكرمة لمتابعة أعمال الدار لحين استقرار الأوضاع فيها والرفع بتقارير دورية ترفع للوزارة. وفي شأن متصل، وجه الوزير العثيمين الجهات الإدارية في وزارته بمتابعة ملف مؤسسة دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة وإدارة المشاريع والمشتريات الذين توافدوا تباعا للوقوف على أوضاع الدار.