جاب عمال الإنقاذ اللبنانيون والدوليون شاطئ البحر المتوسط أمس، بحثا عن الضحايا والصندوقين الأسودين لطائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية سقطت في البحر عقب إقلاعها من بيروت. وواصلت سفن بما في ذلك سفينة تابعة للبحرية الأمريكية وطائرات هليكوبتر أوروبية وأخرى تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عمليات البحث طول الليل عن حطام الطائرة بوينج 737 800 التي سقطت في البحر المتوسط الاثنين. وكان على متن الطائرة التي كانت متجهة لأديس أبابا 90 شخصا معظمهم من اللبنانيين والإثيوبيين عندما اختفت من على شاشات الرادار بعد خمس دقائق من إقلاعها. وقال مسؤولون لبنانيون إنه جرى انتشال 14 جثة إلى الآن منها جثتا طفلين صغيرين. وقالوا إن الرقم الإجمالي الذي أعطي في وقت سابق، وهو انتشال 24 جثة، كان غير صحيح. كما تم أيضا انتشال أشلاء ضحية أخرى. وانشطرت الطائرة، فيما يبدو، في الهواء قبل سقوطها في البحر أثناء عاصفة رعدية، واستبعد لبنان أن يكون أي عمل إرهابي وراء الحادث. وسحبت فرق الإنقاذ جزءا من جناح الطائرة يحمل ألوان شركة الخطوط الجوية الإثيوبية الأحمر والأصفر والأخضر. وقال مسؤول أمن لبناني إن فرق الإنقاذ ستوسع من نطاق البحث قبالة ساحل مدينة الناعمة على بعد عشرة كيلومترات إلى الجنوب من العاصمة بعد أن أعاق ارتفاع الأمواج والرياح الشديدة جهودها خلال الليل. وأضاف المسؤول، «إنهم يحتاجون لتحديد موقع الحطام ثم يبدأون الغوص هناك»، في محاولة للعثور على الصندوقين الأسودين، إذ من شأنهما أن يعطيا صورة أوضح لما حدث. وجرفت الأمواج إلى شاطئ بيروت حذاء طفل ودمى وعلب سجائر وحلوى، لكن لم يتم بعد انتشال الحطام الرئيس للطائرة. وتركز عمل فرق الغواصين على محاولة العثور على الضحايا وما تبقى من حطام الطائرة وسط المنحدرات الصخرية بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط. وشعر الكثير من أقارب ركاب الطائرة بالغضب للسماح بإقلاع الطائرة في ظل أحوال جوية سيئة. وقال وزير الإعلام طارق متري، متحدثا بعد اجتماع مع وزراء ومسؤولي أمن في وقت متأخر الاثنين، إنه لم يكن هناك سبب يدعو لعدم السماح للطائرة بالإقلاع. وقال جيرما ويك المدير التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية، إن الطائرة المصنعة قبل ثماني سنوات أجريت لها صيانة آخر مرة في 25 ديسمبر (كانون الأول) ولم تكن هناك مشاكل تقنية. وكان آخر حادث تتعرض له طائرات شركة الخطوط الجوية الإثيوبية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1996، عندما لقي 125 من بين 175 شخصا كانوا على متن طائرة بوينج 767 حتفهم بعد أن سقطت الطائرة في البحر قبالة جزر القمر بعد اختطافها.