أسدى مبعوث السلام في منطقة الشرق الأوسط ورئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، خلال خطابه الرئيسي في منتدى التنافسية الذي ألقاه أمس في الرياض أمام أكثر من 300 مشارك، سبع نصائح للوصول للنجاح والتنافسية والديمومة التي يأملها الكثيرون. وقال إن ما تقوم به المملكة من عمل متواصل للتغيير ومواكبة التطورات، من خلال الهيئة العامة للاستثمار، يعكس النجاح في الطموح والعزيمة القوية التي تنتهجها الحكومة السعودية. وذكر بلير أن المملكة وخلال عشر سنوات، استطاعت أن تحدث التغيير، خاصة أن مشاهدة تلك التغيرات رائعة ومثيرة، مشيرا إلى أن القيادة السعودية تستحق التحية عليه، في الوقت الذي يتوقع أن تحقق المملكة المزيد من النجاح في السنوات المقبلة. وحدد النصائح التي تحدث عنها في: - أن النجاح في العمل والحكومات لا يبدأ في السياسة، بل في أسلوب التفكير، بأن يكون العقل ذا أفق واسع وغير منغلق أو محدود، فالتنافسية تحتاج لفكر منفتح. ثانيا: حتى يكون الناس أكثر انفتاحا عليهم أن يعلموا أن الاستثمار في رأس المال البشري هو أساس مال الدول، فكلما كانت الدول أكثر تعليما، كلما كانت أكثر تميزا وإنجازا، فالجميع لديهم صناعة النجاح، ولا فرق بين أبيض وأسود، وأشيد بالتطور الهائل في مدارس المملكة والميزانية العالية التي تم رصدها للتعليم، وأشيد بجامعة الأميرة نورة وجامعة الفيصل. كما أن التعليم لا يعتمد على سن الخمس سنوات، بل ما قبله أيضا، فالسنوات المبكرة لها دور في إعداد الجيل وأيضا إيجاد مناهج دراسية جيدة تكون قادرة على صناعة أبنائنا وإعدادهم للمسقبل. ثالثا: الحكومات يجب أن تتغير لتنجح حتى تكون قادرة على السيطرة، بالإضافة إلى مزيد من الشراكة بين القطاع العام والخاص، والمملكة فيها مبادرات تدل على النمو السريع، فالحكومات (المؤسسات والشركات والقياديين) عليهم أن يوجدوا المرونة التي تساعدهم على التغيير وصناعة النجاح. رابعا: أن نتعلم من بعضنا البعض وعدم التكبر، والاستفادة من خبرات الآخرين. خامسا: أن التغيير ليس سهلا، وكلما كان التغيير ضروريا كلما كان أصعب للتنفيذ، ولكن المثير هو نمط التغيير الذي يعتمد على اقتراح التغيير ثم تنفيذ التغيير. سادسا: أن القيم هي أساس نجاح الدول والشركات، فالقيم النبيلة والمجتمع الصالح الذي يقوم على الفضائل، هو أساس النجاح والمنافسة. سابعا: الدول والشركات الناجحة هي التي تعتمد على روح التفاؤل، فالتفاؤل مهم للنجاح وخلق بيئة تنافسية مبدعة وناجحة. وأكد أن منتدى التنافسية الدولي سيكون واحدا من أقوى المواقع في العالم لمناقشة المواضيع العامة في الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى إيجاد نقاط مشتركة بين دول العالم لبحثها في المنتدى، مطالبا العمل بكثير من التفاؤل لتحقيق النجاح. وبين مبعوث السلام للشرق الأوسط، أن العالم لا يقف مكانه، وأن كلمة التنافسية أصبحت مهمة لأن العالم يتواصل، ويريد أن يتغير، وفي حال تم تحليل شخصية العالم الحالي، فإنها ستكون متصلة ومتواصلة مع بعضها البعض، وتتضاءل من حيث الحجم كاقتصاد عالمي. وأضاف أن العالم يكبر بشكل متسارع، وأصبح يعتمد على بعضه البعض، والتحول باتجاه الشرق يعني آسيا أصبح أمرا حتميا، وضرب مثالا في كيفية تحول مجموعة الثمانية إلى مجموعة العشرين في العام 2007، والتي شهدت دخول المملكة والصين والهند، مشددا على أن الغرب يجب أن يعي أن هذا أمر أصبح واقعا وأن العالم يتغير ببساطة. ولفت إلى أهمية تعامل الدولة مع رعاياها كشريك، وضرب مثلا في جانب الرعاية الصحية، والصحة العامة، مؤكدا أنه لا يوجد أي نظام صحي في العالم الغربي يعتبر نظاما مستداما، وأنه لن يكون نظاما مستداما، إلا إذا ركز على الوقاية والتثقيف بالطرق المثلى للوقاية من المشكلات الصحيةالعامة. وبين أنه على الحكومات أن تتغير وألا تعيق الأعمال، لصنع اقتصاد أكثر تنافسية. وتحدث بلير عن الاستثمارات المباشرة في المملكة، التي كانت في 2004، تبلغ نحو ملياري دولار، وفي 2008، بلغت 40 مليار دولار، موضحا أن المملكة تطرح مبادرات النمو لأفضل 100 شركة. وذكر أن الكثير من الأعمال في المملكة تدعو للفخر، وأن الحكومة تستطيع أن تساعد بأشكال كثيرة جدا، في الوقت الذي يعتبر من المهم جدا المحافظة وصيانة السياسات الاقتصادية العامة، ودعم القطاعات المختلفة كالمواصلات، لافتا إلى أن بعض الأمور الصغيرة التي تعمل عليها الدول مهمة جدا للتأثير في جانب التنافسية، كمركز التنافسية الوطني، والنشاطات المختلفة والمشاريع الكبيرة التي على وشك تدشينها في المملكة، وهي الأمور التي تعني وتفيد الكثير ولها أثر كبير.