اكد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث منطقة الشرق الأوسط للسلام توني بلير خلال الجلسة الخامسة لمنتدى التنافسية الدولي الرابع 2010، الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من عمل متواصل للتغير ومواكبة التطورات، يعكس النجاح في الطموح والعزيمة القوية التي تنتهجها الحكومة السعودية. وذكر بلير ان المملكة وخلال 10 سنوات استطاعت ان تحدث التغير، خاصة أن مشاهدة تلك التغيرات رائعة ومثيرة، مشيراً الى أن القيادة السعودية تستحق التحية عليه، في الوقت الذي يتوقع ان تحقق المملكة المزيد من النجاح في السنوات القادمة. وقدم توني بلير خلال افتتاح كلمته العذر للحضور على التأخير ممازحا بأن السبب في تأخره عن الموعد المحدد بسبب الزحام المروري لافتا إلى أنه لم يستخدم هاتفا نقالا خلال عمله كرئيس وزراء لبريطانيا . وأضاف: انه بعد خروجه من عمله السابق إستخدم الهاتف النقال وارسل أول رسالة لصديقه القديم وإنتظر بعدها ردا منه متوقعا على حد قوله أنه بمجرد إرساله الرسالة سيتم تسجيل إسم المرسل تلقائيا عاتبا على صديقه القديم بعدم الرد عليه. واكد أن منتدى التنافسية الدولي سيكون واحدا من اقوى المواقع في العالم لمناقشة المواضيع العامة في الاقتصاد العالمي، بالاضافة الى ايجاد نقاط مشتركة بين دول العالم لبحثها في المنتدى، مطالباً العمل بكثير من التفاؤل لتحقيق النجاح. وبين مبعوث السلام للشرق الاوسط أن العالم لا يقف مكانه، وان كلمة التنافسية اصبحت مهمة لان العالم يتواصل، ويريد ان يتغير، وفي حال تم تحليل شخصية العالم الحالي، فإنها ستكون متصلة ومتواصلة مع بعضها البعض، وتتضاءل من حيث الحجم كاقتصاد عالمي. واضاف أن العالم يكبر بشكل متسارع، واصبح يعتمد على بعضه البعض، والتحول باتجاه الشرق “يعني اسيا” اصبح امراً حتمياً، وضرب مثالاً في كيفية تحول مجموعة الثمانية الى مجموعة العشرين في العام 2007، والتي شهدت دخول الصين الهند، والمملكة العربية السعودية، مشدداً على أن الغرب يجب ان يعي ان هذا الامر اصبح واقعاً وان العالم يتغير ببساطة. وأكد أن اساليب التفكير بدأت تتغير فيما يتعلق بعلاقات القوى، وفوق كل ذلك، فان وصف هذا العالم، ان التغير يحدث بشكل كبير جداً، واستشهد رئيس وزراء بريطانيا الاسبق بالمملكة العربية السعودية، وما صاحبها من تحول خلال 30 عاما، وقال "إن كلمة "ويجز" في اللغة الصينية تعني ازمة وفرصة في نفس الوقت، وهي كلمة تنم عن ابتكار ابداعي"، واضاف" اذا غيرنا العلاقة بين الدول والافراد يجب ان نغير شيئا اخر، نحن كافراد يجب ان نتحمل مسؤولية اكبر عن حياتنا اذا اردنا الدولة ترعى رعاياها بشكل مباشر". ولفت الى اهمية تعامل الدولة مع رعاياها كشريك، وضرب مثلاً في جانب الرعاية الصحية، والصحة العامة والمسؤولية والطريقة التي يتعامل بها في الحياة، مؤكداً أنه لا يوجد اي نظام صحي في العالم الغربي يعتبر نظاماً مستداماً، وانه لن يكون نظاماً مستداماً الا اذا ركز على الوقاية وعلى التثقيف بالطرق المثلى والوقاية من المشاكل والصحة العامة. وبين أن الحقوق الاساسية تتمثل في وجود المرونة لتسمح للشركات لتنمو بهذا العالم الحقيقي، مبيناً أنه على الحكومات ان تتغير، لصنع اقتصاد اكثر تنافسي، من خلال متطلبات ذلك الاقتصاد التنافسي، عبر حكومة تتعامل مع الاعمال بشكل وثيق جداً، وليس بشكل ينطوي على الكثير من القوانين، وانه على الحكومات ان تساعد احياناً او لا تعيق الاعمال. وتحدث بلير عن الاستثمارات المباشرة في المملكة، حيث كانت في 2004، تبلغ نحو ملياري دولار، وفي 2008، بلغت 40 مليار دولار، موضحاً أن المملكة تطرح مبادرات النمو السريع، الى أن تصل الى افضل 100 شركة، مؤكداً في الوقت نفسه الى أن الكثير يعملون في المملكة بقطاع تقنية المعلومات. وذكر أن الكثير من الاعمال في المملكة تدعو للفخر، وأن الحكومة تستطيع ان تساعد باشكال كثيرة جداً، في الوقت الذي يعتبر من المهم جداً المحافظة وصيانة السياسات الاقتصادية العامة، ودعم القطاعات المختلفة كالمواصلات، لافتاً أن بعض الامور الصغيرة التي تعمل عليها الدول مهمة جداً للتاثير في جانب التنافسية، كمركز التنافسية الوطني، والنشاطات المختلفة والمشاريع الكبيرة التي هي على وشك تدشينها في المملكة، وهي الامور التي تعني الكثير وتفيد الكثير ولها اثر كبير. وأكد على ان كبرى الشركات والمشاريع القادمة الى المملكة، تريد ان تعرف وتتاكد وتطمئن من ان هذا البلد مستقر من ناحية تجارية ومن ناحية الاعمال، لذا يجب أن يكون الاقتصاد تنافسيا، ويجب ان تكون الحكومة ذات علاقة وارتباط مباشر بالاعمال والتسهيلات.