.. ولأن أسبوعا مر دون أن يتفضل الدكتور هيثم زكائي المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز بإصدار توضيح أو تعقيب ولم نقل اعتذارا على خلفية «طرده» لزميلنا مدير التحرير للشؤون المحلية هادي الفقيه من حفل الجامعة، وضرب بعرض الحائط أبسط بدهيات وأبجديات العمل الصحافي، مع صمت مطبق من محضنه الأكاديمي الذي تبلد فيما يبدو جراء الضربات المتلاحقة والسيول التي تجاوزت هدم البناء إلى هدم السلوك الحضاري، وكأن لسان حالهم: «عجبكم حياكم الله، ما عجبكم الباب يسع جملا»!. سلوك الأكاديمي «الطارد» المتخصص في تقنية المختبرات الطبية، كشف لنا عن الهوة العميقة بين حملة «البرستيج» الوظيفي وبين ممتهني «الصنعة» الإعلامية، ولا أبالغ إن تحدث عن نماذج «زكائية» أخرى تمتلئ بها أروقة إدارات العلاقات العامة في كثير من منشآتنا الحكومية المكتنزة بالبيروقراطية التي حورت المفهوم السامي للعلاقات العامة بصفته «فنا» يعتمد على الوصول إلى أسهل الطرق لربط المنظمة مع جمهورها الداخلي والخارجي لتحقيق أهدافها مع مراعاة القيم والمعايير الاجتماعية والأخلاق العامة، وتحول مع نماذج الدكتور زكائي إلى «إعاقات عامة» تسعى إلى أسهل الطرق لقطع العلاقة ووضع العوائق بين المنظمة وشرائحها المستهدفة.. والمراقب يعلم جليا أن «المحترفين» في هذا المجال يعلنون حالة الطوارئ عندما تهتز الصورة النمطية لمنظمتهم عند الجمهور، أما جماعة «الإعاقات العامة» فالأمر لديهم مختلف، إذ المسألة لا تقدم أو تؤخر بالنسبة لهم بمقدار ما يؤثر سعيهم إلى «الترزز» ونشر صورهم في وسائل الإعلام، وأكبر دليل حادثة «الطارد» الدكتور زكائي. اللافت في الموضوع هو التعقيب المنشور في «عكاظ» يوم أمس من عضو هيئة التدريس في الجامعة الدكتور عبد الرحمن البقيلي، الذي أوضح بشكل مباشر أن «الشق أكبر من الرقعة»، وتحدث عن حجم الألم الذي اختلج في منسوبي الجامعة جراء الحادثة، وتأكيده على أن موقف الدكتور زكائي يمثل شخصه ولا يمثل الجامعة ورسالتها الحضارية والأخلاقية، وحسنا فعل أمام الصمت المطبق من بقية زملائه وقبل ذلك إدارة الجامعة، وطالما «شهد شاهد من أهلها» وأكد على حالة التبرم المتفشية بين منسوبي الجامعة من طريقة تعامل إدارة العلاقات العامة، وأن «التعالي وسوء التعامل» أصبحا سمتين عامتين يشعر بهما كل متعامل مع هذه الإدارة في الجامعة.. فهذا يدعونا إلى الكف عن حالة الدهشة والاستغراب، لأن مصيبة «الإعاقات العامة» في الجامعة ضربت الداخل قبل الخارج، وحينها لن نتعجب إن استنسخت التجربة «الزكائية» في بقية قطاعاتنا!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة