هذا المقال بإيعاز من أحد المتصلين ألح علي بأن أنقل ما حدث له للقراء، يقول: «فجعت بفقدان ثلاثة من أبنائي في حادث مروع وأليم وكانت الصدمة مزلزلة وعشت أيام حزن لا يعلمها إلا الله، وما زاد من هول الصدمة وضاعف شدة الحزن والألم هو عذاب الضمير». وسكت والألم يعتصر قلبه المكلوم وكان ذلك واضحا من نبرات صوته، حاولت أن أهدئه لكنه فجأة أجهش بالبكاء وخيل إلي حينها أنه كان سببا في ما حدث لأبنائه لكنه بادرني بعد أن تمالك نفسه قائلا: ضميري يعذبني لأنهم فارقوا الحياة ولم أشبع من رؤيتهم، وهم كذلك لم يأخذوا حقهم الأبوي بالشكل الذي يشبع إحساسهم ومشاعرهم تجاهي، وعاجلته متسائلا: هل كانوا بعيدين عنك؟، وليتني لم أساله إذ كان وقع السؤال عليه قاسيا لكنه أجاب: المشكلة أننا نعيش تحت سقف واحد ومع ذلك لم نر بعضنا إلا نادرا، والسبب إهمالي وتقاعسي عن تأدية دوري وواجبي تجاههم، مكتفيا بتوفير حاجاتهم ولوازمهم المادية، وها أنا أدفع الثمن، واستطرد بعد أن تنهد حسرة وندما: كنت بعد أن أنتهي من عملي أذهب لتناول الغداء وفي هذه الأثناء يكون أبنائي إما نائمين أو منهمكين في حل واجباتهم المدرسية، وبعد العصر وأثناء ما يكون الأبناء قد فرغوا للتو من حل واجباتهم واستذكار دروسهم أو أخذوا قسطا من النوم أكون أنا قد وليت مدبرا للاستراحة لقضاء جل الوقت مع الأصدقاء، وحين أعود إلى المنزل يكون أبنائي قد استغرقوا في النوم، وهكذا كل يوم على هذا المنوال. ولا أخفيك كنت أشتاق لمجالستهم وتبادل الأحاديث والمزاح، وكم تمنيت الخروج معهم في نزهة لكني كنت أرجئ ذلك مرارا إلى أن... فقدتهم. والآن لاعزاء لي إلا أن أنصح الجميع بألا يذوقوا ما عانيته، وأتوسل لهم بأن لا يفوتوا فرصة الاستمتاع مع الأبناء وقضاء أكبر وقت ممكن معهم فتلك اللحظات لا يمكن أن تعوض.. إلى ذلك انتهت المكالمة وبدوري أشكره عبر هذه الزاوية كونه آثر إلا أن يجعل من حزنه ومعاناته عبرة وعظة للآخرين.. بقي أن نقول: وقانا الله وإياكم كل سوء وجنبنا عذاب تأنيب الضمير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة