محور مقال اليوم تجربة لأحد الأصدقاء خلص منها ببعض الجوانب المفيدة، وكذا بعض السلبيات، فضلا عن المفارقات، ولم تخل تلك التجربة من الطرائف التي قد تبدو في ظاهرها مجرد مزحة، أو طرفة لكنها في واقع الأمر لها دلالاتها وأبعادها الاجتماعية. نذكر إحداها «إذا استثقلت طينة أحدهم وكرهت مجالسته سلفه» أترككم مع تجربة الصديق كما رواها لي يقول: قبل عشرة أعوام تقريبا طلب مني أحد الزملاء سلفة لغرض الزواج، ولم أتردد في تلبية طلبه، وبالفعل تزوج الزميل وبعد فترة وجيزة رد السلفة، وعندها شعرت بالغبطة وسعادة غامرة، كوني ساهمت في تزويج شاب. ولم تمض سوى أيام معدودة طلب مني زميل آخر سلفة لأجل علاج والدته بالخارج حيث حالتها تتطلب ذلك، وسارعت بإعطائه المبلغ المطلوب، وبفضل من الله شفيت والدة الزميل واسترجعت المبلغ مشفوعا بكثير من الدعاء من الزميل ووالدته، مما زاد من استحساني للتسليف. وعرف عني من قبل الزملاء والأصدقاء هذا السلوك. من هنا بدأت قصتي مع السلف بخيره وشره، فثمة من سلفته على أن يرد المبلغ خلال أسبوع، وتوالت أسابيع وشهور من المماطلة، فتارة يتوسل متمسكنا وتارة يقول: ما عندي أمهلني وتارة يقول: تراك أزعجتني «الله لا يردك» كما لو كنت أشحذه، كيف لا وأصبحت أنا الذي أترجاه وأتوسله. وبعد سنوات بالكاد حصلت على ما مجموعه أقل من نصف المبلغ. وآخر سلفته لضيق ذات اليد وتزامن ذلك مع إطلالة مناسبة العيد وقتذاك، وللأسف بدلا من أن يسد حاجته وحاجة أبنائه بهذا المال سافر مع شلة من أصدقائه، واكتشفت لاحقا أنه ذو سلوك منحرف رغم عوزه. فمجرد أن يحصل على حفنة من المال يضيعه على ملذاته ويترك أسرته بأمس الحاجة والفاقة. وطبعا مثل هذا الشخص لا تتوقع منه أن يرد السلفة «وغيري الكثير تورطوا معه»، ندمت بل حزنت كثيرا ليس على ضياع المبلغ بل على أبنائه فقدرهم أن يكون هذا والدهم. أما عن الصداقات والعلاقات الإنسانية فقد تأثرت كثيرا من وراء السلف، فكم من صديق وقريب ساءت علاقتي به لمجرد أنه استلف مني على خلفية التلكؤ أو عدم السداد، وكم من صديق ودود انقطعت علاقتي به بعد أن سلفته، ومن جملتهم بعض الأقارب، لكن بالمقابل هناك من كنت أتمنى البعد عنهم وكانوا مثل الهم على القلب، ومجرد أنهم تسلفوا مني لم أعد أراهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة