(مهما يقولون، مهما صار، مهما تم.. أنه شيء لا يحتمل) هذا ما تفكر به الآن فتاة مرت في يوم ما على أحد دور الرعاية، حين تقرأ تداعيات حادثة الشغب في دار رعاية الفتيات في مكة تتذكر أنها لم ترتكب أي خطأ كي يحدث لها كل هذا، كانت ضحية عنف أسري شديد فلم تجد بدا عن الهرب إلى بيت خالها، اشتكى والدها، تعقدت حياتها، استاعدها والدها، ازدادت ظروفها سوءا، فقضت فترة في دار الرعاية، تعتقد أن تلك الفترة هي أسوأ فترة في حياتها (السيئة أصلا.. وفصلا)، وترى اليوم أن النقل التأديبي لفتيات مكة (المشاغبات) وتوزيعهن في دور الرعاية في المدن البعيدة لن يجدي نفعا، لأن كل مكان مثل كل مكان.. (نحن هامش الهامش.. ومن يسأل عن هامش الهامش؟!). هامش الهامش هذا يتسع ليشمل الكثير من الأطفال والنساء الذين يحتاجون إلى رعاية الدولة والمجتمع، وهم في غالب الأحوال أشخاص هامشيون جدا ولاصوت لهم، وهذا ساهم في تردي الرعاية المخصصة لهذه الفئة المهمشة، ومع مرور السنوات تسببت الرعاية الرديئة في إبتعاد هذه المؤسسات والدور عن التزاماتها الإنسانية الأساسية رغم أن هذا هو الجوهر الحقيقي لعملها، وهو المقياس الأول والأخير لنجاح جهودها وخططها. مالذي يجعل هذه الدور غير نظيفة؟ ألا توجد مخصصات وعقود لصيانتها ونظافتها؟، مالذي يمنع تعاقدها مع شركات غذائية معروفة قادرة على تقديم الغذاء المناسب؟، أليست لديها عقود لتأمين الغذاء الجيد؟، ما المبرر لكل هذه المعاملة السيئة؟ أين الدعم النفسي؟، ولماذا يختلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح في هذه الدور دون أن يكون هناك تصنيف لكل حالة حسب موضوعها: (تخيل أن تصبح حالة.. حالة وليس إنسانا.. يعني حالتك حالة!). بالأمس قالت «عكاظ» إن ثلاث جهات رقابية مختلفة (هيئة التحقيق والادعاء العام، هيئة الرقابة والتحقيق، جمعية حقوق الإنسان) لاحظت (الملاحظات) ذاتها على دار رعاية الفتيات في مكة: (سوء المبنى وعدم صلاحيته، سوء التغذية المقدمة للنزيلات، سوء الرعاية الصحية، البطء الشديد في تنفيذ إجراءات ملفات النزيلات، قلة التجاوب مع مشكلة الفتيات اللاتي رفضت أسرهن تسلمهن، تعرضهن للضرب من المديرة وبعض الاختصاصيات والمراقبات، غياب النظافة، شح الملابس، التفتيش المستمر بشكل غير لائق، قلة الوقت المخصص للزيارة، عدم وجود مكان للخلوة الشرعية للفتيات المتزوجات، إذ يتم نقلهن للسجن العام لهذا الغرض).. بالله عليكم مالذي تبقى كي نقول إن دار رعاية الفتيات هذه سيئة ووضعها غير إنساني؟!. هامش الهامش هذا هو (منا وفينا)، مهما بدا صغيرا ضئيلا لا يرى بالعين المجردة إلا أنه يجب أن يكون واضحا وجليا في عين الضمير، المجتمع الذي لا يلمم هامشه ويتعامل معه بإنسانية سوف تؤذيه فيما بعد.. تقرحات هامش الهامش!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة