أصبح التلفزيون من أخطر المصادر الموجهة للطفل لما له من جاذبية خاصة بسبب سهولة نيله وإدراكه، فهو ينمي الجانب الاجتماعي في الطفل حيث يتبادل مع أقرانه الحديث عما شاهده على الشاشة، إضافة إلى كونه عاملا مهما في صقل وجدان الطفل وأحاسيسه بما يغمره من جو الترفيه والتسلية، كما أنه مصدر للمعرفة ومزود قوي للخبرات والمهارات، وعامل مهم في إثارة خيال الطفل بما يقدمه من صور وتمثيليات بألوان ومؤثرات جذابة، هذا ما قالته الباحثة الاجتماعية فدوى كركشان. إن أفلام الكرتون تعطي الطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه وتنسج علاقاته بالعالم حوله، وتؤثر في وجدان الطفل، هل لاحظ الجميع الفرق بين الأفلام الكرتونية في زمننا هذا وفي الماضي القريب كيف كانت؟. هؤلاء الأطفال حين بلوغهم هل تبقى أفكارهم سليمة أم تتغير تبعا للرسائل الموجهة؟. الإجابة على هذين السؤالين لن نعرفها حتى يكبر أطفالنا ونعرف من سلوكهم تأثير الأفلام الكرتونية عليهم. في الاستبيان الذي شمل ثلاث مدارس للأطفال (ذكورا وإناثا) تبين أن .61 في المائة من الأطفال يعتمدون على القنوات الفضائية في مشاهدة أفلام الكرتون، الأمر الذي أكد لنا خطورة الدور الذي يلعبه هذا الجهاز الصغير في بيوتنا. لاحظت سلوك بعض الأطفال المقربين لي بعدما كبروا، وجدت أن أفكارهم وبعض أساليبهم مستنبطة من تلك الأفلام. على سبيل المثال، تجد خشونة أحدهم في اللعب مع أصدقائه، وكأنه في حرب معهم (تقليدا لبعض الشخصيات الكرتونية الشريرة). في الختام، أتمنى أن يتم استبدال كل هذه الأفلام ببرامج كرتونية معدة للأطفال تعليمية ومسلية، إما عن غزوات الرسول وأصحابه والمعارك التي حدثت في ذلك الزمن، أو عن الحكماء والزعماء في ذلك العصر.. كل هذا لكي يخرج الطفل وهو مثقف ومتعلم يستفيد في صغره ويفيد في كبره. بكر الأحمري