منذ اجيال عديدة والطفل العربي أحد أبرز المستهلكين للإنتاج العالمي من الكارتون ويعد هذا الاستهلاك عملية تراكمية انتجت العديد من القناعات تجاه المنتج الأجنبي من الكارتون والمسمى بأفلام الرسوم المتحركة ومنها أنها الأجود وأنها من المستحيل أن تجد المنافس من الانتاج العربي ولكن رغم الحرفية الواضحة والتي لا يمكن اغفالها في المنتج الكرتوني العالمي أو المصنع في الغرب نجد أن الاستهلاك العربي لأفلام الكرتون يمر بدون رقابة كبيرة على المضمون ففي حين قدمت القنوات العربية العديد من أعمال الكرتون التي تحوي مضامين لا تناسب البيئة العربية والمحافظة نجد قناة mbc3 الموجهة للأطفال تقدم أفلام الكرتون بدون مراعاة للشريحة التي يعرض لها العمل وهم الأطفال كما أن أطفال المملكة هم شريحة من المستهدفين ولكن قدمت القناة مجموعة من الفتيات بملابس البحر (المايوهات) وقالت لي ابنتي في تلك اللحظة وأنا أشاهد القناة إنها تريد أن تلبس مثل تلك الفتيات على الشاشة، لقد صدمت كثيراً من طلب ابنتي التي لا تتجاوز الأربع سنوات خصوصاً أننا لا نملك مسبحاً خاصاً في المنزل كما أنه ليس لدينا بحر وابنتي لم تر البحر حتى الآن، إن إدراك الخطر المحدق بنا من ناحية الفجوة الكبيرة التي ستسببها أفلام الكرتون بيننا وبين أطفالنا ستكون كبيرة ومن الصعب تقريبها في حال استمر الاستهلاك للمنتج الكرتوني الغربي وبهذه الشراهة في القنوات الموجهة للطفل العربي والمسلم تحديداً، كما أن الطموح بوجود كرتون راق في مستوى الصناعة والتنفيذ يعد في الوقت الراهن مطلباً أساسياً للأسرة العربية والسعودية تحديداً والتي تجد مثلاً في فيلم شديد وتمام متنفساً لأطفالها لاحتوائه على مادة مناسبة مرتبطة بالبيئة المحلية كما أن التجربة الجديدة في فيلم جمول بطل الصحراء تعد أيضاً خطوة نحو إصلاح ما يتم افساده في أبنائنا ولو بدون قصد من القنوات المتخصصة بعرض الانتاج الكرتوني للطفل.