الحديث عن المتقاعدين من الموضوعات التي بت أعتقد عدم الجدوى من الحديث عنها، فقد كتبت عنها أكثر من مرة وكتب عنها آخرون ولكن «عمك أصمخ» كما تقول الأمثال!! تحرك مجموعة من المتقاعدين وتحدثوا عن فكرة إنشاء هيئة أو رابطة تضم شتات الجميع، وتتحدث عن همومهم، وهم يشكرون على ذلك ولكن حركتهم وحدها لن تنفع إذا لم تجد مساندة قوية من هيئات حكومية تمد لهم يد العون حتى يشتد عودهم ويتمكنوا من النهوض وحدهم. لكن هذه المساندة لم تكن حاضرة مما جعلهم يستنجدون بتبرعات الأعضاء الذين اقتنعوا بالفكرة .. ولكن ماذا عساها أن تصنع وهي لا تكاد تكفي لمتطلبات القهوة أو الشاي! الجهة المسؤولة عن المتقاعدين تخلت عنهم تماما .. وكان من واجبها أن تفعل لهم كل شيء، لكنها لم تفعل شيئا على الإطلاق وأعتقد أنها لو استطاعت أن تختزل من رواتبهم شيئا لما ترددت في ذلك!! أنظمة لم تساند .. تعامل غير حسن .. نسيان تام لكل ما قدمه هؤلاء عبر سنوات عمرهم لبلدهم وأهلهم؟! العلة أن المؤسسة العامة للتقاعد ومنذ نشأتها لم تضع في أجندتها أن تقدم أي شيء لمتقاعديها وما زال هذا التصور السائد عند من يتولى هذا الجهاز حتى الآن، ولست أدري لماذا كل هذا الجهل أو التجاهل مع أن أي موظف في الدولة سيصل إلى هذه المرحلة إن عاجلا أو آجلا!! والأسوأ من مؤسسة التقاعد كانت التأمينات الاجتماعية، فهذه للأسف أسوأ من سابقتها بكثير!! حتى الزيادة التي أقرها مجلس الوزراء بسبب الغلاء الطاحن اعترضت عليها ولم تصرفها بحجج أوهن من خيط العنكبوت! وجاءت الطامة الأكبر من مجموعة في مجلس الشورى!! وكانت صدمة للجميع .. من تقاعد ومن لم يتقاعد بعد! وردد القوم .. ورددت معهم: حتى أنت يابروتيوس؟! كان القوم يأملون من هؤلاء الأعضاء خيرا!! نعم يختلف القوم على أمور ويتفقون على أخرى .. ولكن في هذا الموقف ما كان من حقهم أن يختلفوا! شريحة من بني قومهم تحتاج إلى وقفة حاسمة تنصفهم!! ومن المفترض أن هؤلاء الأعضاء يدركون حجم معاناة المتقاعدين، وبالتالي من واجبهم أن يصطفوا إلى جانبهم .. ولكن .. أن يعارضوا فهذا ما كان يتوقعه أحد منهم! والمطروح علاوة سنوية في حدود 5 في المائة فقط! تخيل هذا الرقم المتواضع يجد من يعترض عليه! ماذا ستفعل هذه ال 5 في المائة في ظل الغلاء الفاحش الذي يزداد يوما بعد آخر والجهات المعنية لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم! كان من المفترض من هؤلاء الأعضاء أن يتحدثوا عن حقوق المتقاعدين الأخرى التي أهملتها مؤسستهم كما أهملتها تأميناتهم! أين حقهم في العلاج المجاني وهم في أمس الحاجة إليه؟! أين حقهم في أندية رياضية واجتماعية وفي كل منطقة ومدينة؟! أين حقهم في الاستفادة من طاقاتهم المتنوعة وما أكثرها؟! أين حقهم في العيش الكريم والسكن الملائم؟! لا شيء من هذا كله .. المؤسسة نائمة ومثلها التأمينات.. ثم اكتمل العقد بالأعضاء الممانعين .. وكأن الجميع يقولون للمتقاعدين: لم يعد للمجتمع بكم حاجة فموتوا كما تشاؤون!! الأعضاء الآخرون لهم الشكر كل الشكر على وقفتهم الكريمة!! ولكن آمل أن لا ينطبق عليهم القول السائد: إذا شئت أن تميت أمرا فشكل له لجنة!! اللجنة تشكلت ولله الحمد لكن الأمل أن تنهي أمورها سريعا، والأمل أن لا يتوقف الأمر عند تلك الزيادة. للمتقاعدين مطالب كثيرة ومشروعة .. عليهم أن لا يغفلوها .. وعليهم أن لا يستمعوا إلى معارضة المؤسسة والتأمينات المتوقعة والمعروفة! هذه فرصتهم لعمل شيء يذكر لهم .. وعلى الآخرين أن يتراجعوا وأن ينضموا لمصالح أبناء وطنهم.. وبلادهم كثيرة الخيرات.. وإنا لمنتظرون. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة